المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

في علامات ظهور الحجة عليه السلام وعدّة أصحابه

صورة
الأمر الأوّل: في علامات ظهور الحجة عليه السلام وعدّة أصحابه: قد حدّد الأئمّة عليهم السلام أمد الغيبة الكبرى التي انقطع الشيعة فيها عن الحجة عليه السلام بانقطاع النيابة الخاصة بموت النائب الرابع علي بن محمّد السمري في نهاية الغيبة الصغرى. والتحديد هو بوقوع علامات للظهور وانتهاء الغيبة، وهذه العلامات كثيرة: منها: ما يقارن عام ظهوره عليه السلام والسنة التي يخرج فيها بدءاً من مكّة من بيت الله الحرام يوم العاشر من محرم يوم قتل فيه جدّه الحسين سيد الشهداء وسبط الرسول صلى الله عليه وآله ويخطب تلك الخطب التي طالما تعطّشت إليها البشرية جمعاً والشيعة خصوصاً ويبدأ بعقد البيعة له وأوّل من يبايعه جبرئيل عليه السلام وثمّ عدّة أصحابه التي هي عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر. ومنها: ما لا يقارن عام الظهور وإنما تشير إلى الاقتراب ليس إلاّ. والمهم هو القسم الأوّل وهي العلامات التي اُطلق عليها في الروايات المأثورة بالعلامات الحتمية التي لا بدء فيها. فقد روى الصدوق رضي الله عنه عن الصادق عليه السلام أنه قال: (خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بال...

في خروج الدجّال

صورة
الأمر الثاني: في خروج الدجّال: فقد روى الصدوق عن النزال بن سبرة أنه قال: قام الأصبغ بن نباتة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين من الدجّال؟ فقال: (ألا إن الدجّال صائد بن الصيد فالشقي من صدّقه والسعيد من كذّبه يخرج من بلدة يقال لها: أصفهان من قرية تعرف باليهودي عينه ممسوخة والعين الأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب واُمّي، يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلاً منهلاً. لا يمرُّ بماء إلاّ غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته، يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول: (إليَّ أوليائي، أنا الذي خلق فسوّى، وقدَّر فهدى، أنا ربكم الأعلى) وكذب عدو الله، إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. ألا وإن أكثر أتباعه يومئذٍ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تع...

في مدح العلم وذم الجهل

صورة
الأمر الثالث: في مدح العلم وذم الجهل: فقد روى الكليني رضي الله عنه عن الصادق عليه السلام: (إن أوّل الأمور ومبدأها وقوّتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء إلاّ به العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونوراً لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون، وأنه المدبّر لهم، وأنهم المدبَّرون، وأنه الباقي وهم الفانون، واستدلّوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه من سمائه وأرضه وشمسه وقمره وليله ونهاره، وبأن له ولهم خالقاً ومدبّراً لم يزل ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح، وأن الظلمة في الجهل، وأن النور في العلم، فهذا ما دلَّهم عليه العقل). قيل له: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال: (إن العاقل لدلالة عقله الذي جعله قوامه وزينته وهدايته علم أن الله هو الحق وأنه هو ربه، وعلم أن لخالقه محبّة، وأن له كراهية، وأن له طاعة، وأن له معصية، فلم يجد عقله يدلّه على ذلك، وعلم أنه لا يوصل إليه إلاّ بالعلم وطلبه، وأنه لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه، فوجب على العاقل طلب العلم والأدب الذي لا قوام له إلاّ به) (الكافي ٢٩:١/ باب العقل والجهل/ ح٣٤، رواه الصدوق في التوحيد عن الكليني رضي الله عنه) . وروى عن الصادق...

تجديد العهد والبيعة له عليه السلام في كل يوم أو في كل وقت ممكن.

صورة
تجديد العهد والبيعة له عليه السلام في كل يوم أو في كل وقت ممكن. واعلم أن معنى البيعة على قول أهل اللغة: العهد والاتّفاق على أمر، والمراد من البيعة والعهد معه عليه السلام هو أن يقر المؤمن بلسانه ويعزم بقلبه أن يطيعه كل الطاعة، وينصره في أي وقت ظهر فيه، وهذا الأمر يحصل بقراءة دعاء العهد الصغير الذي تقدم ص ٤٠، أو الكبير: الذي يأتي ص ١٠٨. وأما وضع اليد في يد شخصٍ ما بعنوان أنّ هذه البيعة هي بيعة مع الإمام عليه السلام فهو من البدع المضلّة فلم ترد في القرآن أو الروايات، نعم لقد كان متعارفاً عند العرب أن يضع الرجل يده بيد رجل آخر لإظهار البيعة والعهد بصورة جليّة، وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد صافح في مقام البيعة ثم وضع يده المباركة في إناء ماء ثم أخرجها وأمر نساء المسلمين أن يضعن أيديهنّ في ذلك الماء في مقام البيعة له صلى الله عليه وآله، وهذا لا يصلح أن يكون دليلاً على أنّ هذا الشكل من البيعة جائز في كل زمان حتى زمان غيبة الإمام عليه السلام، بل يظهر من بعض الأحاديث وجوب الاكتفاء بالإقرار اللساني والعزم القلبي في عدم إمكان بيعة شخص الإمام أو النبي صلى الله عل...

في كون انقطاع النائب الخاص للإمام عليه السلام عقيدة من ضروريات مذهب الإمامية الإثني عشرية

صورة
ونذكر فيه أموراً: الأمر الأوّل: معنى النيابة لغة ففي مجمع البحرين للطريحي: (ناب فلان عنّي قام مقامي، وناب الوكيل عنّي في كذا ينوب نيابة فهو نائب) (مجمع البحرين ١٧٨:٢) ، ومثله في تاج العروس (تاج العروس ٣١٥:٤) . ومن هنا عرّف الفقهاء الوكالة بالنيابة أو الإستنابة والغالب في استعمال النيابة هو فيما كان مورد النيابة محدوداً ومقيّداً أي إن النائب ينوب عن المنوب عنه في متعلق محدود معيّن، وأما إذا كان المورد غير محدود وذا شؤون عديدة فذلك نحو من إعطاء الولاية من المنوب عنه إلى النائب، فيقال: ولاّه أو نصبه والياً في كذا، وإذا اتّسعت الدائرة أكثر من ذلك فيقال: استخلاف وقد جعل خليفة. وعلى أيّة حال في موارد النيابة والوكالة المتعلق يكون محدوداً ومعيّناً.                     *   *   * باقي الأمور مذكوره في الأسفل في منشورات مستقله.

في كون انقطاع النائب الخاص للإمام عليه السلام عقيدة من ضروريات مذهب الإمامية الإثني عشرية

صورة
الأمر الثاني: كلمات علماء الطائفة قال بعض الحكماء : إنه لا يستدل على الضروري وإنما ينبّه عليه، فما ظاهره استدلال إنما هو تنبيه، إذ بمجرد التنبه يحصل الالتفات إلى ضرورته، وهكذا ما نحن فيه وهو انقطاع النائب الخاص للإمام الحجة عليه السلام عند الإمامية، فما نسطره من كلمات العلماء الأعلام ووجوه الطائفة الإثني عشرية إنما هو تنبيه على التسالم والضرورة عندهم. وليعلم أن معنى النائب الخاص هو استنابة الإمام عليه السلام شخصاً بخصوصه في شيء معيّن كما في قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام: (العمري (عثمان بن سعيد) وابنه (محمّد) ثقتان فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان) (الكافي ٣٣٠:١/ باب في تسميه من رآه/ ح١) ومعنى النائب العام والمرجع الديني هو استنابة الإمام عليه السلام كل من توفّرت فيه صفات معيّنة في أمر معين كما في قول الصادق عليه السلام: (من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً) (الكافي ٦٧:١/ باب اختلاف الحديث/ ح١٠) ، وهو تنصيب للفقهاء العارفين بالأ...

في كون انقطاع النائب الخاص للإمام عليه السلام عقيدة من ضروريات مذهب الإمامية الإثني عشرية

صورة
الأمر الثالث: النيابة العامة للفقهاء قد عرفت انقطاع النيابة الخاصة والسفارة، ولكن ليس ذلك يعني بقاء المؤمنين والمكلفين في حيرة من أمرهم، بل قد نصَّب الأئمّة عليهم السلام وإمام زماننا عليه السلام لهم من يرجعون إليه في كل ما ينزل بهم من الحوادث والوقائع، وفي تعلم الأحكام الشرعية وفصل الخصومات واستيفاء الحقوق وغيرها من حاجاتهم الدينية. وهو الفقيه الجامع لشرائط معيّنة، كالعلم بالأحكام الشرعية من الكتاب والسُنّة وهي الروايات المعتبرة المأثورة عن المعصومين عليهم السلام، وكالعدالة، والتقوى، وغيرها من الشروط. فقد قال الصادق عليه السلام: (من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا ردَّ، والراد علينا كالراد على الله، وهو على حدّ الشرك بالله) (كما في كتاب الكافي للشيخ الكليني قدس سره ٦٧:١، ٤١٢:٧؛ وكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ٥:٣؛ وكتاب التهذيب للشيخ الطوسي ٣٠١:٦؛ وكتاب الاحتجاج للطبرسي: ١٩٤) . وقال عليه السلام: (اجعلوا بينكم رجلاً قد عرف حلالنا وحرامنا فإن...

في كون انقطاع النائب الخاص للإمام عليه السلام عقيدة من ضروريات مذهب الإمامية الإثني عشرية

صورة
الأمر الرابع: منابع الشريعة إن منابع الشريعة هما الكتاب العزيز والسُنّة المطهرة من أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وآله وأقوال الأئمّة المعصومين عليهم السلام وأفعالهم وتقريراتهم، وقال الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم في الوصية المعروفة: (يا هشام إن لله على الناس حجّتين: حجّة ظاهرة وحجّة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام، وأما الباطنة فالعقول) (الكافي ١٦:١/ كتاب العقل والجهل/ ح١٢) . وقال الصادق عليه السلام لعبد الله بن سنان: (حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل) (الكافي ٢٥:١/ كتاب العقل والجهل/ ح٢٢) . وفي حديث طويل للصادق عليه السلام حيث بيّن فيه أن بالعقل مبدأ الأمور وقوّتها وعمارتها وبه عرف الله وصفاته الكمالية وبه عرفت الكمالات، قيل له: فهل يكفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال: (إن العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم أن الله هو الحق وأنه هو ربه، وعلم أن لخالقه محبة وأن له كراهية وأن له طاعة وأن له معصية، فلم يجد عقله يدلّه على ذلك، وعلم أنه لا يوصل إليه إلاّ بالعلم والأدب وأنه لا ينتفع بعقله إن لم يصب...

في كون انقطاع النائب الخاص للإمام عليه السلام عقيدة من ضروريات مذهب الإمامية الإثني عشرية

صورة
الأمر الخامس: الرؤيا ليست مصدراً للتشريع إن الرؤيا بعنوان الوحي النبوي ليست مصدراً للتشريع إلاّ للأنبياء والرسل خاصة. قال تعالى: ((قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)) (الصافات: ١٠٢) . وروى السيد البحراني في تفسيره عن الصدوق بسنده عن الحسن بن علي بن فضال، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: (أنا ابن الذبيحين)؟ قال: (يعني إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشَّر الله تعالى به إبراهيم عليه السلام ((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ)) ولم يقل له: يا أبتِ افعل ما رأيت...) (تفسير البرهان ٣١:٤) الحديث. وبهذا المضمون عدّة روايات. وقال تعالى: ((بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً)) (المدثر: ٥٢) . أي يريد كل واحد من هؤلاء الذين لم يؤمنوا أن يكون رسولاً يوحى إليه أو لعلَّه تفسير لقوله تعالى: ((وَقالُوا لَنْ نُؤْ...