في علامات ظهور الحجة عليه السلام وعدّة أصحابه

الأمر الأوّل: في علامات ظهور الحجة عليه السلام وعدّة أصحابه:

قد حدّد الأئمّة عليهم السلام أمد الغيبة الكبرى التي انقطع الشيعة فيها عن الحجة عليه السلام بانقطاع النيابة الخاصة بموت النائب الرابع علي بن محمّد السمري في نهاية الغيبة الصغرى.
والتحديد هو بوقوع علامات للظهور وانتهاء الغيبة، وهذه العلامات كثيرة:
منها: ما يقارن عام ظهوره عليه السلام والسنة التي يخرج فيها بدءاً من مكّة من بيت الله الحرام يوم العاشر من محرم يوم قتل فيه جدّه الحسين سيد الشهداء وسبط الرسول صلى الله عليه وآله ويخطب تلك الخطب التي طالما تعطّشت إليها البشرية جمعاً والشيعة خصوصاً ويبدأ بعقد البيعة له وأوّل من يبايعه جبرئيل عليه السلام وثمّ عدّة أصحابه التي هي عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر.
ومنها: ما لا يقارن عام الظهور وإنما تشير إلى الاقتراب ليس إلاّ.
والمهم هو القسم الأوّل وهي العلامات التي اُطلق عليها في الروايات المأثورة بالعلامات الحتمية التي لا بدء فيها.
فقد روى الصدوق رضي الله عنه عن الصادق عليه السلام أنه قال: (خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية) (كمال الدين: ٦٤٩/ باب ٥٧/ح ١) .
وهذه العلامات الخمس:
الأولى: وهي خروج سيد حسيني من نسل الإمام الحسين عليه السلام من ناحية اليمن ولذا اُطلق عليه اليماني.
الثانية: وهي خروج شخص يدعى عثمان بن عنبسة من بني أميّة من سلالة أبي سفيان، ولذا اُطلق عليه السفياني من ناحية الشام.
الثالثة: المنادي وهو جبرئيل عليه السلام يصيح بصيحة من السماء ونداء يسمعه كل العالم كل قوم بلسانهم أن الحجة قد ظهر وأن الحق مع علي وآله.
الرابعة: الخسف الذي يقع بأرض البيداء قرب المدينة المنورة والذي يقع بجيش السفياني الذي يرسله من الشام لمقاتلة الحجة.
الخامسة: قتل النفس الزكية وهو الشاب السيد الحسني الذي يبعثه الحجة بعد عقد البيعة سراً مع العدّة المخصوصة من أصحابه ليدعو أهل مكّة ولكنهم يقومون بقتله، وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: (ليس بين قيام قائم آل محمّد وبين قتل النفس الزكية إلاّ خمسة عشر ليلة) (كمال الدين: ٦٤٩/ باب ٥٧/ح٢) .
وروي عن ميمون البان قال: كنت عند أبي جعفر (الباقر) عليه السلام في فسطاطه، فرجع جانب الفسطاط، فقال: (إن أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس)، ثمّ قال: (ينادي منادٍ من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه)، وينادي إبليس (لعنه الله) من الأرض كما نادى برسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة) (كمال الدين:٦٥٠/ باب ٥٧/ح٤) .
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: (إن أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب) (كمال الدين:٦٥٠/ باب ٥٧/ح٥) .
وقال عليه السلام: (الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان) (كمال الدين:٦٥٠/ باب ٥٧/ح٦) ، وقال عليه السلام: (ينادي منادٍ باسم القائم عليه السلام)، قلت: خاص أو عام؟ قال: (عام يسمع كل قوم بلسانهم)، فسأله زرارة: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: (لا يدعهم إبليس حتّى ينادي ويشكّك الناس) (كمال الدين:٦٥٠/ باب ٥٧/ح٨) .
وقال عليه السلام: (صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس من الأرض فاتبعوا الصوت الأوّل وإيّاكم والأخير أن تفتنوا به) (كمال الدين:٦٥٢/ باب ٥٧/ح١٣) . وقال: (ينادي منادٍ من السماء أوّل النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثمّ ينادي إبليس (لعنه الله) في آخر النهار: ألا أن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون) (كمال الدين:٦٥٢/ باب ٥٧/ح١٤) .
وروى الصدوق عن الصادق عليه السلام أنه سأله رجل من أهل الكوفة: كم يخرج مع القائم عليه السلام فإنهم يقولون: إنه يخرج معه مثل عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً؟ قال: (وما يخرج إلاّ في أولي قوة وما تكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف) (كمال الدين:٦٥٤/ باب ٥٧/ح٢٠) .
وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال: (اثنان بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس وكسوف الشمس لخمس عشرة ولم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض وعند ذلك يسقط حساب المنجمين) (كمال الدين:٦٥٥/ باب ٥٧/ح٢٥) .
وروى النعماني في كتاب (الغيبة: ص ٢٦٢/ باب١٤/ ح١١) عن الصادق عليه السلام أنه قال: (النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم)، قال: (وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان وتخرج الفتاة من خدرها).
وفي هذه الرواية علامة سادسة من العلامات الحتمية مضافاً إلى الخمس التي تقدّمت، وهي طلوع كف من السماء.
وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال: (لا بدَّ لبني فلان من أن يملكوا فإذا ملكوا ثمّ اختلفوا تفرّق ملكهم وتشتت أمرهم حتّى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان (أي السباق) هذا من هنا وهذا من هنا، حتّى يكون هلاك بني فلان على أيديهما أما إنهم لا يبقون منهم أحداً).
ثمّ قال عليه السلام: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، نظام كنظام الخرز (أي كخرز السبحة أو ما شابهه) يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناوأهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم) (الغيبة: ص ٢٦٢/ باب١٤/ ح١١) .
وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال: (السفياني والقائم في سنة واحدة) (الغيبة: ص ٢٦٢/ باب١٤/ ح١١) .
                      *   *   *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.