في خروج الدجّال

الأمر الثاني: في خروج الدجّال:

فقد روى الصدوق عن النزال بن سبرة أنه قال: قام الأصبغ بن نباتة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين من الدجّال؟
فقال: (ألا إن الدجّال صائد بن الصيد فالشقي من صدّقه والسعيد من كذّبه يخرج من بلدة يقال لها: أصفهان من قرية تعرف باليهودي عينه ممسوخة والعين الأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب واُمّي، يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلاً منهلاً. لا يمرُّ بماء إلاّ غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته، يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول: (إليَّ أوليائي، أنا الذي خلق فسوّى، وقدَّر فهدى، أنا ربكم الأعلى) وكذب عدو الله، إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ألا وإن أكثر أتباعه يومئذٍ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه) (كمال الدين ٥٢٦/ باب ٤٧/ ح١، أي على يد الحجه عليه السلام وهو الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في روايات الفريقين) .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال عن الدجّال: (أيها الناس ما بعث الله عز وجل نبياً إلاّ وقد أنذر قومه الدجّال وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا، فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور، إنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل، يخرج ومعه جنّة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء، أكثر أتباعه اليهود والنساء والأعراب، يدخل آفاق الأرض كلها إلاّ مكّة ولا بتيها والمدينة ولا بتيها) (كمال الدين ٥٢٨/ باب ٤٧/ ح٢) .
وروى الأربلي في (كشف الغمة: ص ٤٨٩) عن رسول الله صلى الله عليه وآله (في حديث الدجّال): (يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذٍ رجل وهو خير الناس أو من خير الناس فيقول له: أشهد أنّك الدجّال الذي حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وآله حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثمّ أحييته أتشكّون في الأمر؟ فيقولون: لا).
قال: (فيقتله ثمّ يحييه (وذلك خداعاً بالسحر كما ورد في روايات أخرى) فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشدّ بصيرة منّي الآن). قال: (فيريد الدجّال أن يقتله ثانياً (أي حقيقة) فلا يسلّط عليه).
ونقل في (منتخب الأثر: ص ٤٨٠) عن أربعين الخاتون آبادي، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث فيه خروج الدجّال وقرية يخرج منها وبعض أوصافه وأنه يدّعي الألوهية وأن في أوّل يوم من خروجه يتبعه سبعون ألفاً من اليهود وأولاد الزنا والمدمنين بالخمر والمغنين وأصحاب اللهو والأعراب والنساء قال عليه السلام في آخره: (فيبيح الزنا واللواط وسائر المناهي حتّى يباشر الرجال النساء والغلمان في أطراف الشوارع عرياناً وعلانية والفجور ويسخر آفاق الأرض إلاّ مكّة والمدينة ومراقد الأئمّة عليهم السلام فإذا بلغ في طغيانه وملأ الأرض من جوره وجور أعوانه يقتله من يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام).
وروى السيد ابن طاووس رضي الله عنه عن الصادق عليه السلام في حديث خروج الدجّال: (من بعد ذلك يخرج الدجّال من ميسان نواحي البصرة، فيأتي سفوان، ويأتي سنام فيسحرهما ويسحر الناس، فيكونان كالثريد وما هما بثريد من الجوع والقحط إذ ذلك لشديد) (الملاحم والفتن: ٢٦٦/ باب ٥٤/ ح ٣٨٦) .
                       *   *   *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.