وراثة الأرض في القرآن الكريم والكتب السماوية .

ثانياً: علاقة القرآن الكريم بالكتب السماوية: 
إنَّ القرآن الكريم بيَّن علاقته بالكتب السابقة بألفاظ ثلاثة هي: التصديق والتفصيل والهيمنة، وما سيأتي من حديث سيدور في هذه العلاقة بأبعادها الثلاثة وغاياتها.
العلاقة الأُولى: تصديق القرآن الكريم للكتب : 
(الصدق أصله في القول ماضياً كان أو مستقبلاً، ولا يكون إلَّا في الخبر من دون سائر الكلام. والصدق مطابقة القولُ الضميرَ والمخبرَ عنه معاً، ومتى ما انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقاً تامّاً) [(المفردات في غريب القرآن/ الراغب الأصفهاني: ٢٨٧)] . والتصديق هو نسب الصدق للمخبر [(التعريفات/ الجرجاني: ١٩)] ، ويستعمل التصديق في كلّ ما فيه تحقيق [(المفردات في غريب القرآن/ الراغب الأصفهاني: ٢٨٧)] ، والمقصود من التحقيق إزالة ما علق بالخبر السابق من شوائب بفعل التأويل أو التحريف، وهذا يعني أنَّ القرآن الكريم مخبر بصدق ما تقدَّمه من كتب سماوية ومحقِّق لما جاءت به من خير وهداية [(ظ/ تفسير التبيان/ الشيخ الطوسي ١: ١٨٣)] .
وتصديق القرآن للكتب السماوية ورد في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فتارةً يعبّر عن ذلك بـ (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) (البقرة: ٩٧)، وتارةً بـ (مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) (البقرة: ٤١)، وأُخرى بـ (تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) (يونس: ٣٧)، و (ما بين يديه) يعني: (التوراة والإنجيل وما فيهما من توحيد الله وعدله والدلالة على نبوَّة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم) [(تفسير التبيان/ الشيخ الطوسي ٣: ٥٤٣)] .
ومن موارد تصديق القرآن للكتب السماوية الأُخرى موضوع (وراثة الأرض ممَّا يورث الاطمئنان إلى أنَّ النصوص الواردة بحقّ هذا الموضوع أنَّها من بقايا الوحي وإن سقط منه أو أُضيف له أو حذف منه شـيء؛ لكون نفحة الغيب واضحة في نقل الصورة المستقبلية للحدث بشكل يصعب على أيّ إنسان مهما كانت درجته العلمية الإلمام بها والإحاطة بجزئياتها ومن ثَمَّ تقديمها للعالم على أنَّها بشارة سماوية حتمية الوقوع ما خلا الأنبياء وأوصيائهم فهم يُوحى إليهم وهم يُحدِّثون بذلك الوحي) (المسيح المنتظر ونهاية العالم/ عبد الوهّاب عبد السلام طويلة: ٢٤٥) .
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.