دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.
ودهمني امر عظيم، من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه، فخشيته خشية لم
ارج لنفسي منها مخلصا.
فقصدت مشهد ساداتي وآبائي (عليهم السلام) بالحائر - إلى ان قال:
فترائى لي قائم الزمان وولى الرحمان عليه وعلى آبائه أفضل التحية
والسلام، فأتاني وانا بين النائم واليقظان، فقال لي: يا بنى خفت فلانا؟
فقلت: نعم، أرادني بكيت وكيت، فالتجأت إلى ساداتي (عليهم السلام) أشكو إليهم
ليخلصوني منه.
فقال لي: هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها
أجدادي الأنبياء (عليهم السلام) حيث كانوا في الشدة فكشف الله عز وجل عنهم
ذلك، قلت: وبماذا دعوه لأدعوه به؟
قال (عليه السلام): إذا كان ليلة الجمعة فقم واغتسل وصل صلاتك، فإذا
فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك، وادع بهذا الدعاء
مبتهلا:
رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه، ومن ذا الذي سألك
فلم تعطه، من ذا الذي ناجاك فخيبته، أو تقرب إليك
فأبعدته.
رب هذا فرعون ذو الأوتاد، مع عناده وكفره وعتوه
وادعائه الربوبية لنفسه، وعلمك بأنه لا يتوب ولا يرجع
ولا يؤوب، ولا يؤمن ولا يخشع، استجبت له دعاءه،
وأعطيته سؤله، كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك
عندك، مع عظمه عنده.
اخذا بحجتك عليه، وتأكيدا بها حين فجر وكفر،
واستطال على قومه وتجبر، وبكفره عليهم افتخر، وبظلمه
لنفسه تكبر، وبحلمك عنه استكبر، فكتب وحكم على
نفسه، جرأة منه، ان جزاء مثله ان يغرق في البحر، فجزيته
بما حكم به على نفسه.
إلهي وانا عبدك، ابن وابن أمتك، معترف
لك بالعبودية، مقر بأنك أنت الله خالقي لا اله لي غيرك،
ولا رب لي سواك، مقر بأنك ربى واليك إيابي، عالم بأنك
على كل شئ قدير، تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، لا
معقب لحكمك، ولا راد لقضائك، وانك الأول والاخر،
والظاهر والباطن.
لم تكن من شئ، ولم تبن عن شئ، كنت قبل كل
شئ، وأنت الكائن بعد كل شئ، والمكون لكل شئ،
خلقت كل شئ بتقدير، وأنت السميع البصير. واشهد انك
كذلك، كنت وتكون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا
نوم، ولا توصف بالأوهام ولا تدرك بالحواس، ولا تقاس
بالمقياس، ولا تشبه بالناس، وان الخلق كلهم عبيدك و
إماؤك، وأنت الرب ونحن المربوبون، وأنت الخالق ونحن
المخلوقون، وأنت الرازق ونحن المرزوقون.
فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا، وجعلتني
غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا، تقوتني من الثدي لبنا
مريئا، وغذيتني غذاء طيبا هنيئا، وجعلتني ذكر أمثالا سويا.
فلك الحمد حمدا ان عد لم يحص، وان وضع لم
يتسع له شئ، حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين،
ويعلو على حمد كل شئ، ويفخم ويعظم على ذلك كله،
وكلما حمد الله شئ.
والحمد لله كما يحب الله ان يحمد، والحمد لله عدد
ما خلق، وزنة ما خلق، وزنة اجل ما خلق، وزنة أخف ما
خلق، وبعدد أكبر ما خلق، وبعدد أصغر ما خلق.
والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا، واسأله ان
يصلى على محمد وآل محمد وان يغفر لي ذنبي، وان
يحمد لي امرى، ويتوب على، انه هو التواب الرحيم.
إلهي وانى أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به
صفوتك أبونا آدم، وهو مسئ ظالم حين أصاب الخطيئة،
فغفرت له خطيئته، وتبت عليه، واستجبت دعوته، وكنت
منه قريبا يا قريب ان تصلى على محمد وآل محمد وان
تغفر لي خطيئتي وترضى عنى، فان لم ترض عنى فاعف
عنى، فانى مسئ ظالم خاطئ عاص، وقد يعفو السيد عن
عبده، وليس براض عنه، وان ترضى عنى خلقك تو را سپاس،
وتميط عنى حقك.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به إدريس، فجعلته
صديقا نبيا، ورفعته مكانا عليا، واستجبت دعاءه وكنت
منه قريبا يا قريب، ان تصلى على محمد وال محمد وان
تجعل مآبي إلى جنتك، ومحلى في رحمتك، وتسكنني
فيها بعفوك، وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه
وهو انى مغلوب فانتصر، ففتحت أبواب السماء بماء
منهمر، وفجرت الأرض عيونا، فالتقى الماء على امر قد
قدر، ونجيته على ذات ألواح ودسر.
فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى
على محمد وآل محمد وان تنجيني من ظلم من يريد
ظلمي، وتكف عنى شر كل سلطان جائر، وعدو قاهر، و
مستخف قادر، وجبار عنيد، وكل شيطان مريد، وإنسي
شديد، وكيد كل مكيد، يا حليم يا ودود.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك
ونبيك صالح، فنجيته من الخسف، وأعليته على عدوه،
واستجبت دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى
على محمد وال محمد وان تخلصني من شر ما يريد بي
أعدائي به، ويبغى بي حسادي، وتكفينيهم بكفايتك،
وتتولاني بولايتك، وتهدى قلبي بهداك، وتؤيدني
بتقواك، وتبصرني بما فيه رضاك، وتغنيني بغناك يا حليم.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
وخليلك إبراهيم، حين أراد نمرود القاءه في النار، فجعلت
النار عليه بردا وسلاما، واستجبت دعاءه، وكنت منه
قريبا، يا قريب ان تصلى على محمد وآل محمد وان تبرد
عنى حر نارك، وتطفئ عنى لهيبها، وتكفيني حرها، و
تجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم، وترد كيدهم
في نحورهم، وتبارك لي فيما أعطيتنيه، كما باركت عليه و
على آله، انك أنت الوهاب الحميد المجيد.
إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل، فجعلته
نبيا ورسولا، وجعلت له حرمك منسكا ومسكنا
ومأوى، واستجبت له دعاءه رحمة منك وكنت منه قريبا
يا قريب، ان تصلى على محمد وآل محمد، وان تفسح لي
في قبري، وتحط عنى وزري، وتشد لي أزري، وتغفر لي
ذنبي.
وترزقني التوبة بحط السيئات وتضاعف الحسنات،
وكشف البليات، وربح التجارات، ودفع معرة السعايات،
انك مجيب الدعوات، ومنزل البركات، وقاضي الحاجات،
ومعطى الخيرات، وجبار السماوات.
إلهي وأسألك بما سألك به ابن خليلك الذي نجيته من
الذبح، وفديته بذبح عظيم، وقلبت له المشقص، حتى
ناجاك موقنا بذبحه، راضيا بأمر والده.
واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب، ان
تصلى على محمد وآل محمد، وان تنجيني من كل سوء
وبلية، وتصرف عنى كل ظلمة وخيبة وتكفيني ما أهمني
من أمور دنياي وآخرتي، وما أحاذره وأخشاه، ومن شر
خلقك أجمعين بحق آل يس.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به لوط، فنجيته
وأهله من الخسف والهدم والمثل، والشدة والجهد،
وأخرجته وأهله من الكرب العظيم، واستجبت دعاءه، و
كنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى على محمد وآل محمد
وان تأذن بجمع ما شتت من شملي، وتقر عيني بولدي
وأهلي ومالي، وتصلح لي أموري وتبارك لي في جميع
أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي.
وتجيرني من النار، وتكفيني شر الأشرار،
بالمصطفين الأخيار الأئمة الأبرار ونور الأنوار، محمد
وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأئمة المهديين والصفوة
المنتجبين، صلوات الله عليهم أجمعين، وترزقني
مجالستهم، وتمن على بمرافقتهم، وتوفق لي صحبتهم،
مع أنبياءك المرسلين، وملائكتك المقربين، وعبادك
الصالحين، وأهل طاعتك أجمعين، وحملة عرشك
والكروبيين.
إلهي وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب، وقد
كف بصره، وشتت شمله، وفقد قرة عينه ابنه، فاستجبت له
دعاءه، وجمعت شمله، وأقررت عينه، وكشفت ضره.
وكنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى على محمد وال
محمد وان تأذن لي بجمع ما تبدد من امرى، وتقر عيني
بولدي وأهلي ومالي، وتصلح لي شأني كله، وتبارك لي
في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي، وتصلح لي
أفعالي، وتمن على يا كريم يا ذا المعالي، برحمتك يا ارحم
الراحمين.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
يوسف، فنجيته من غيابت الجب، وكشفت ضره، وكفيته
كيد اخوته، وجعلته بعد العبودية ملكا، واستجبت دعاءه، و
كنت منه قريبا يا قريب ان تصلى على محمد وال محمد و
ان تدفع عنى كيد كل كائد، وشر كل حاسد، انك على كل
شئ قدير.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
موسى بن عمران، إذ قلت تباركت وتعاليت: " وناديناه من
جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا "، وضربت له طريقا في
البحر يبسا، ونجيته ومن تبعه من بنى إسرائيل وأغرقت
فرعون وهامان وجنودهما، واستجبت له دعاءه وكنت
وكنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى على محمد وال
محمد وان تأذن لي بجمع ما تبدد من امرى، وتقر عيني
بولدي وأهلي ومالي، وتصلح لي شأني كله، وتبارك لي
في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي، وتصلح لي
أفعالي، وتمن على يا كريم يا ذا المعالي، برحمتك يا ارحم
الراحمين.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
يوسف، فنجيته من غيابت الجب، وكشفت ضره، وكفيته
كيد اخوته، وجعلته بعد العبودية ملكا، واستجبت دعاءه، و
كنت منه قريبا يا قريب ان تصلى على محمد وال محمد و
ان تدفع عنى كيد كل كائد، وشر كل حاسد، انك على كل
شئ قدير.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
موسى بن عمران، إذ قلت تباركت وتعاليت: " وناديناه من
جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا "، وضربت له طريقا في
البحر يبسا، ونجيته ومن تبعه من بنى إسرائيل وأغرقت
فرعون وهامان وجنودهما، واستجبت له دعاءه وكنت
منه قريبا يا قريب.
أسألك ان تصلى على محمد وال محمد وان تعيذني
من شر خلقك، وتقربني من عفوك، وتنشر على من فضلك
ما تغنيني به عن جميع خلقك، ويكون لي بلاغا أنال به
مغفرتك ورضوانك، يا وليي وولى المؤمنين.
إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك
داود، فاستجبت له دعاءه، وسخرت له الجبال يسبحن معه
بالعشي والابكار، والطير محشورة كل له أواب، وشددت
ملكه، وآتيته الحكمة وفصل الخطاب، وألنت له الحديد،
وعلمته صنعة لبوس لهم، وغفرت ذنبه.
وكنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى على محمد وال
محمد وان تسخر لي جميع أموري، وتسهل لي تقديري،
وترزقني مغفرتك وعبادتك، وتدفع عنى ظلم الظالمين
وكيد الكائدين ومكر الماكرين، وسطوات الفراعنة
الجبارين، وحسد الحاسدين، يا أمان الخائفين وجار
المستجيرين، وثقة الواثقين، وذريعة المؤمنين، ورجاء
المتوكلين، ومعتمد الصالحين يا ارحم الراحمين.
إلهي وأسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك
ونبيك سليمان بن داود، إذ قال: " رب هب لي ملكا لا
ينبغي لاحد من بعدي انك أنت الوهاب ".
فاستجبت له دعاءه، وأطعت له الخلق، وحملته على
الريح، وعلمته منطق الطير وسخرت له الشياطين، من كل
بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤك لا
عطاء غيرك.
وكنت منه قريبا يا قريب ان تصلى على محمد وال
محمد وان تهدى لي قلبي، وتجمع لي شملي، وتكفيني
همى، وتؤمن خوفي، وتفك اسرى، وتشد أزري،
وتمهلني وتنفسني، وتستجيب دعائي وتسمع ندائي، و
لا تجعل في النار مأواي، ولا الدنيا أكبر همى، وان توسع
على رزقي، وتحسن خلقي، وتعتق رقبتي، فإنك سيدي و
مولاي ومؤملي.
إلهي وأسألك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما
حل به البلاء بعد الصحة، ونزل السقم منه منزل العافية، و
الضيق بعد السعة، فكشفت ضره، ورددت عليه أهله
ومثلهم معهم، حين ناداك داعيا لك، راغبا إليك، راجيا
لفضلك، شاكيا إليك: " رب انى مسني الضر وأنت ارحم
الراحمين ".
فاستجبت له دعاءه، وكشفت ضره، وكنت منه قريبا
يا قريب، ان تصلى على محمد وال محمد وان تكشف
ضري، وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي وولدي
واخواني فيك، عافية باقية شافية، كافية وافرة، هادية
نامية، مستغنية عن الأطباء والأدوية، وتجعلها شعاري
ودثاري، وتمتعني بسمعي وبصرى، وتجعلهما الوارثين
منى، انك على كل شئ قدير.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى
في بطن الحوت، حين ناداك في ظلمات ثلاث: ان لا اله الا
أنت سبحانك انى كنت من الظالمين وأنت ارحم الراحمين.
فاستجبت له دعاءه، وانبت عليه شجرة من يقطين،
وأرسلته إلى مائة الف أو يزيدون، وكنت منه قريبا يا
قريب، ان تصلى على محمد وال محمد وان تستجيب دعائي
وتداركني بعفوك، فقد غرقت في بحر الظلم لنفسي
وركبتني مظالم كثيرة لخلقك على، وصل على محمد وال
محمد واسترني منهم، وأعتقني من النار، واجعلني من
عتقائك وطلقائك من النار في مقامي هذا، بمنك يا منان.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
عيسى بن مريم، إذ أيدته بروح القدس، وأنطقته في المهد،
فأحيى به الموتى، وابرأ به الأكمه، والأبرص باذنك، وخلق
من الطين كهيئة الطير فصار طائرا باذنك، وكنت منه قريبا
يا قريب، ان تصلى على محمد وال محمد وان تفرغني لما
خلقت له، ولا تشغلني بما قد تكفلته لي، وتجعلني من
عبادك، وزهادك في الدنيا، وممن خلقته للعافية، وهنأته
بها مع كرامتك، يا كريم يا على يا عظيم.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا
على عرش ملكة سبأ، فكان أقل من لحظة الطرف، حتى
كان مصورا بين يديه، فلما رأته قيل أهكذا عرشك
قالت كأنه هو.
فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب، ان تصلى
على محمد وال محمد وان تكفر عنى سيئاتي، وتقبل
منى حسناتي، وتقبل توبتي، وتتوب على، وتغنى فقري،
وتجبر كسرى، وتحيى فؤادي بذكرك، وتحييني
في عافية، وتميتني في عافية.
إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك
زكريا، حين سألك داعيا راجيا لفضلك، فقام في المحراب
ينادى نداء خفيا، فقال: " رب هب لي من لدنك وليا يرثني
ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ".
فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه، وكنت منه
قريبا يا قريب، ان تصلى على محمد وال محمد وان تبقى
لي أولادي، وان تمتعني بهم وتجعلني وإياهم مؤمنين
لك، راغبين في ثوابك، خائفين من عقابك، راجين لما
عندك، آيسين مما عند غيرك، حتى تحيينا حياة طيبة،
وتميتنا ميتة طيبة، انك فعال لما تريد.
إلهي وأسألك بالاسم الذي سألك به امرأة فرعون آيا
إذ قالت: " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من
فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ".
فاستجبت لها دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب، ان
تصلى على محمد وال محمد وان تقر عيني بالنظر إلى
جنتك وأوليائك، وتفرحني بمحمد واله، وتؤنسني به
وبآله، وبمصاحبتهم ومرافقتهم، وتمكن لي فيها، و
تنجيني من النار وما أعد لأهلها من السلاسل والاغلال و
الشدائد والأنكال وأنواع العذاب بعفوك.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك عبدتك
وصديقتك، مريم البتول وأم المسيح الرسول، إذ قلت:
" ومريم أبنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من
روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من
القانتين ".
فاستجبت دعاءها، وكنت منها قريبا يا قريب، ان
تصلى على محمد وال محمد، وان تحصنني بحصنك
الحصين، وتحجبني بحجابك المنيع، وتحزرني بحزرك
الوثيق، وتكفيني بكفايتك الكافية، من شر كل طاغ،
وظلم كل باغ، ومكر كل ماكر، وغدر كل غادر، وسحر كل
ساحر، وجور كل سلطان جائر، بمنعك يا منيع.
إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك
وصفيك وخيرتك من خلقك، وأمينك على وحيك،
وبعيثك إلى بريتك، ورسولك إلى خلقك، محمد، خاصتك
وخالصتك، صلى الله عليه واله وسلم.
فاستجبت دعاءه وأيدته بجنود لم يروها، وجعلت
كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وكنت منه قريبا
يا قريب ان تصلى على محمد وال محمد، صلاة زاكية،
طيبة نامية، باقية مباركة، كما صليت على أبيهم إبراهيم
وال إبراهيم، وبارك عليهم كما باركت عليهم، وسلم عليهم
كما سلمت عليهم، وزدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك.
واخلطني بهم، واجعلني منهم، واحشرني معهم، وفي
زمرتهم حتى تسقيني من حوضهم، وتدخلني في جملتهم،
وتجمعني وإياهم، وتقر عيني بهم، وتعطيني سؤلي،
وتبلغني امالي في ديني ودنياي وآخرتي، ومحياي
ومماتي، وتبلغهم سلامي، وترد على منهم السلام،
وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
إلهي أنت الذي تنادى في انصاف كل ليلة: هل من
سائل فاعطيه، أم هل من داع فأجيبه، أم هل من مستغفر
فاغفر له، أم هل من راج فأبلغه رجاءه، أم هل من مؤمل
فأبلغه أمله.
ها انا سائلك بفنائك، ومسكينك ببابك، وضعيفك
ببابك، وفقيرك ببابك، ومؤملك بفنائك، أسألك نائلك،
وأرجو رحمتك، وأؤمل عفوك، والتمس غفرانك.
فصل على محمد وال محمد وأعطني سؤلي، وبلغني
املى واجبر فقري، وارحم عصياني، واعف عن ذنوبي،
وفك رقبتي من مظالم لعبادك ركبتني، وقو ضعفي، واعز
مسكنتي، وثبت وطأتي.
واغفر جرمي، وانعم بالي، وأكثر من الحلال مالي،
وخر لي في جميع أموري وأفعالي، ورضني بها، وارحمني
ووالدي وما ولدا، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين
والمسلمات، الاحياء منهم والأموات، انك سميع
الدعوات.
وألهمني من برهما ما استحق به ثوابك والجنة،
وتقبل حسناتهما، واغفر سيئاتهما، واجزهما بأحسن ما
فعلا بي ثوابك والجنة.
إلهي وقد علمت يقينا انك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه،
ولا تميل إليه ولا تهواه، ولا تحبه ولا تغشاه، وتعلم ما
فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك، وبغيهم علينا، وتعديهم
بغير حق ولا معروف، بل ظلما وعدوانا، وزورا وبهتانا.
فان كنت جعلت لهم مدة لابد من بلوغها، أو كتبت لهم
آجالا ينالونها، فقد قلت وقولك الحق ووعدك الصدق:
" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ".
فانا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك،
وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون وملائكتك
المقربون ان تمحو من أم الكتاب ذلك، وتكتب لهم
الاضمحلال والمحق.
حتى تقرب آجالهم، وتقضى مدتهم، وتذهب أيامهم،
وتبتر أعمارهم، وتهلك فجارهم، وتسلط بعضهم على
بعض، حتى لا تبقى منهم أحدا، ولا تنجي منهم أحدا، و
تفرق جموعهم، وتكل سلاحهم، وتبدد شملهم، وتقطع
آجالهم، وتقصر أعمارهم، وتزلزل اقدامهم، وتطهر بلادك
منهم، وتظهر عبادك عليهم.
فقد غيروا سنتك، ونقضوا عهدك، وهتكوا حريمك،
واتوا ما نهيتهم، وعتوا عتوا كبيرا، وضلوا ضلالا بعيدا.
فصل على محمد وال محمد واذن لجمعهم بالشتات،
ولحيهم بالممات، ولأزواجهم بالنهبات، وخلص عبادك
من ظلمهم، واقبض أيديهم عن هضمهم، وطهر أرضك
منهم، واذن بحصد نباتهم، واستئصال شافتهم، وشتات
شملهم، وهدم بنيانهم، يا ذا الجلال والاكرام.
وأسألك يا إلهي واله كل شئ، وربى ورب كل
شئ، وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك، ونبياك
وصفياك، موسى وهارون، حين قالا داعيين لك، راجيين
لفضلك:
" ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في
الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على
أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب
الأليم ".
فمننت وأنعمت عليهما بالإجابة لهما، إلى ان قرعت
سمعهما بأمرك اللهم رب: " قد أجيبت دعوتكما فاستقيما
ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ".
ان تصلى على محمد وال محمد وان تطمس على
أموال هؤلاء الظلمة، وان تشدد على قلوبهم، وان تخسف
بهم برك، وان تفرقهم في بحرك، فان السماوات والأرض
وما فيهما لك، وار الخلق قدرتك فيهم، وبطشك عليهم،
فافعل ذلك بهم، وعجل ذلك لهم.
يا خير من سئل وخير من دعى، وخير من تذللت له
الوجوه، ورفعت إليه الأيدي، ودعى بالألسن وشخصت
إليه الابصار، وأمت إليه القلوب، ونقلت إليه الاقدام،
وتحوكم إليه في الاعمال.
إلهي وانا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها، وكل
أسمائك بهى، بل أسألك بأسمائك كلها ان تصلى على
محمد وآل محمد وان تركسهم على أم رؤوسهم في
زبيتهم، وترديهم في مهوى حفرتهم، وارمهم بحجرهم،
وذكهم بمشاقصهم، واكببهم على مناخرهم، واخنقهم
بوترهم، واردد كيدهم في نحورهم، وأوبقهم بندامتهم.
حتى يستخذلوا، ويتضاءلوا بعد نخوتهم، وينقمعوا
ويخشعوا بعد استطالتهم، أذلاء مأسورين في ربق
حبائلهم، التي كانوا يؤملون ان يرونا فيها وترينا قدرتك
فيهم، وسلطانك عليهم، وتأخذهم اخذ القرى وهى ظالمة،
ان اخذك الأليم الشديد، اخذ عزيز مقتدر، فإنك عزيز
مقتدر، شديد العقاب، شديد المحال.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل ايرادهم
عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم، والطاغين من
نظرائهم وارفع حلمك عنهم، واحلل عليهم غضبك الذي لا
يقوم له شئ، وأمر في تعجيل ذلك بأمرك الذي لا يرد ولا
يؤخر.
فإنك شاهد كل نجوى، وعالم كل فحوى، ولا تخفى
عليك من اعمالهم خافية، ولا يذهب عنك من اعمالهم
خائنة، وأنت علام الغيوب، عالم بما في الضمائر والقلوب.
اللهم وأسألك وأناديك بما ناداك به سيدي، وسألك
به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت: " ولقد نادانا نوح فلنعم
المجيبون ".
اجل اللهم يا رب، أنت نعم المجيب، ونعم المدعو،
ونعم المسؤول، ونعم المعطى، أنت الذي لا تخيب سائلك،
ولا تمل دعاء من املك، ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك،
ولا بقضائها لهم، فان قضاء حوائج جميع خلقك إليك، في
اسرع لحظ من لمح الطرف، واخف عليك، وأهون من
جناح بعوضة.
وحاجتي إليك يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي
ان تصلى على محمد وال محمد وان تغفر لي ذنبي، فقد
جئتك ثقيل الظهر، بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي،
وركبني من مظالم عبادك ما لا يكفيني، ولا يخلصني منه
غيرك، ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك.
فامح يا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي، بل
بقساوة قلبي، وجمود عيني، لابل برحمتك التي وسعت
كل شئ، وانا شئ فلتسعني رحمتك.
يا رحمان يا رحيم يا ارحم الراحمين، لا تمتحني في
هذه الدنيا بشئ من المحن، ولا تسلط على من لا
يرحمني، ولا تهلكني بذنوبي، وعجل خلاصي من كل
مكروه، وادفع عنى كل ظلم، ولا تهتك سترى، ولا
تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب، يا جزيل العطاء
والثواب.
أسألك ان تصلى على محمد وال محمد وان تحييني
في حياة السعداء، وتميتني ميتة الشهداء، وتقبلني قبول
الأوداء، وتحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلاطينها
وفجارها، وشرارها ومحبيها، والعاملين لها فيها.
وقني شر طغاتها وحسادها، وباغي الشر فيها، حتى
تكفيني مكر المكرة، وتفقأ عنى أعين الكفرة، وتفحم عنى
السن الفجرة، وتقبض لي على أيدي الظلمة، وتؤمن لي
كيدهم، وتميتهم بغيظهم، وتشغلهم بأسماعهم وابصارهم
وأفئدتهم.
وتجعلني من ذلك كله في أمنك وأمانك، وحرزك
وسلطانك وحجابك، وكنفك وعياذك وجوارك، ان وليي
الله الذي نزل الكتاب، وهو يتولى الصالحين.
اللهم بك أعوذ، وبك ألوذ، ولك اعبد، وإياك أرجو،
وبك استعين، وبك استكفى، وبك استغيث، وبك استقدر،
ومنك اسأل، ان تصلى على محمد وال محمد ولا تردني
الا بذنب مغفور، وسعى مشكور، وتجارة لن تبور، وان
تفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما انا أهله، فإنك أهل
التقوى وأهل المغفرة، وأهل الفضل والرحمة.
إلهي وقد أطلت دعائي، وأكثرت خطابي، وضيق
صدري حداني على ذلك كله، وحملني عليه، علما منى
بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين، بل يكفيك عزم
إرادة، وان يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق:
" يا رب "، فتكون عند ظن عبدك بك، وقد ناجاك بعزم
الإرادة قلبي.
فأسألك ان تصلى على محمد وال محمد وان تقرن
دعائي بالإجابة منك، وتبلغني ما أملته فيك، منة منك
وطولا، وقوة وحولا، ولا تقيمني من مقامي هذا الا
بقضائك جميع ما سألتك، فإنه عليك يسير، وخطره عندي
جليل كثير، وأنت عليه قدير، يا سميع يا بصير.
إلهي وهذا مقام العائذ بك من النار، والهارب منك
إليك من ذنوب تهجمته، وعيوب فضحته، فصل على
محمد وال محمد وانظر إلى نظرة رحمة أفوز بها إلى
جنتك، واعطف على عطفة أنجو بها من عقابك.
فان الجنة والنار لك وبيدك، ومفاتيحهما ومغاليقهما
إليك، وأنت على ذلك قادر، وهو عليك هين يسير، وافعل
بي ما سألتك يا قدير، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى
العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* * *
الهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرحتهم واجعلنا من أتباعهم..احسنتم النش بارك الله فيك ورحم الله والديك ودفع عنكم كل مكروه.
ردحذف