وراثة الأرض في القرآن الكريم والكتب السماوية .

الكتب السماوية : 
ذكر القرآن الكريم مجموعة من الكتب السماوية التي سبقته والتي نزلت على الأنبياء الذين بعثوا قبل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الكتب هي:
أ _ صحف إبراهيم : 
قال تعالى: (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى ١٨ صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ١٩) (الأعلى: ١٨ و١٩)، وقال تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى ٣٦ وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى ٣٧) (النجم: ٣٦ و٣٧).
(الصحف) جمع صحيفة، وتطلق هذه الكلمة على كلِّ شـيء واسع كما يقال مثلاً: صحيفة الوجه، ثمّ استعملوا هذه الكلمة على صفحات الكتاب، فالمراد من صحف إبراهيم هو ما نزل عليه من كتاب سماوي [(تفسير الأمثل/ مكارم الشيرازي٢٦٥:١٧)].
ب _ التوراة : 
التوراة من حيث اللغة هي كلمة عبرية معناها الشـريعة أو الناموس [(دراسات في الأديان اليهوديه والنصرانيه/ سعود بن عبد العزيز الخلف: ٦٥)]. وقد ذكر القرآن الكريم لفظ التوراة ثماني عشـرة مرَّة، ووصف ما فيها بالنور والهدى وسمّاها بالكتاب [(المدخل لدراسه التوراة والعهد القديم/ محمّد علي البار: ١١٢)]؛ لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ) (المائدة: ٤٤)، وهي كتاب الله الموحى لنبيّه موسى عليه السلام.
وتعني التوراة الشـريعة المكتوبة ولذلك سمّاها القرآن الكريم باسم (الصحف)، ولكنَّها لم تبقَ كما أُنزلت بل أصابها التحريف من قِبَل اليهود لقوله تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) (النساء: ٤٦)، وتحريفهم كان (تحريف للمعاني وحذف وإضافة في الكلام، وتزايد التحريف بضياع التوراة الأصلية حتَّى لم يبقَ من كلام الله إلَّا بصيص من نور يشعُّ في ظلمات التحريف) [(الله والأنبياء في التوراة والعهد القديم/ محمّد علي البار: ٢٣٨)].
ويراد بالتوراة عند اليهود (خمسة أسفار يعتقدون أنَّ موسى عليه السلام كتبها بيده، ويسمّونها (بنتاتوك) نسبة إلى (بنتا) وهي كلمة يونانية تعني خمسة، أي: الأسفار الخمسة) [(دراسات في الأديان اليهوديه والنصرانيه/ سعود بن عبد العزيز الخلف: ٦٥)]، و (السفر بالعبرية يعني كتاباً، ويُقَسَّم السفر إلى إصحاحات، ويُقسَّم كلّ إصحاح إلى فقرات، وتُقسَّم كلّ فقرة إلى مقاطع) [(موسوعه اليهود واليهوديه والصهيونيه/ عبد الوهّاب المسيري ٢٠٨:٥)]. وهذه الأسفار هي:
١ _ سفر التكوين: يقع في خمسين إصحاحاً، ويتحدَّث عن خلق السماوات والأرض، وآدم، والأنبياء بعده إلى موت يوسف عليه السلام [(أطلس الأديان: ٣٤ و٣٥؛ موسوعه مقارنه الأديان/ أحمد شلبي: ١٧٢ - ١٧٤)].
٢ _ سفر الخـروج: يقع في خمسين إصحاحاً، ويتحدَّث عن قصَّة بني إسرائيل من بعد موت يوسف عليه السلام إلى خروجهم من مصـر، وما حدث لهم بعد الخروج مع موسى عليه السلام [(أطلس الأديان: ٣٤ و٣٥؛ موسوعه مقارنه الأديان/ أحمد شلبي: ١٧٢ - ١٧٤)].
٣ _ سفر اللاويين: يقع في سبعة وعشـرين إصحاحاً، وهو نسبة إلى لاوي بن يعقوب، الذي من نسله موسى وهارون عليهما السلام، وأولاد هارون هم الذين فيهم الكهانة، أي: القيام بالأمور الدينية، وهم المكلَّفون بالمحافظة على الشـريعة وتعليمها الناس، ويتضمَّن هذا السفر أموراً تتعلَّق بهم وبعض الشعائر الدينية الأُخرى [(أطلس الأديان: ٣٤ و٣٥؛ موسوعه مقارنه الأديان/ أحمد شلبي: ١٧٢ - ١٧٤)].
٤ _ سفر العدد: يتكوَّن من ستّة وثلاثين إصحاحا [(أطلس الأديان: ٣٤ و٣٥؛ موسوعه مقارنه الأديان/ أحمد شلبي: ١٧٢ - ١٧٤)]، وهو يُعطي تقريراً عن الأعداد من قبائل الشعب اليهودي الذين خرجوا من مصـر وقبل دخولهم أرض الموعد [(موسوعه الكتاب المقدَّس/ شحاده بشير: ٥)].
٥ _ سفر التثنية: ويعني تكرير الشـريعة، وإعادة الأوامر والنواهي عليهم مرَّة أُخرى، وينتهي هذا السفر بذكر موت موسى عليه السلام وقبره [(أطلس الأديان: ٣٤ و٣٥؛ موسوعه مقارنه الأديان/ أحمد شلبي: ١٧٢ - ١٧٤)].
وهذه الأسفار هي (التي يطلق عليها أسفار موسى أو التوراة التي هي جزء من العهد القديم) [(موسوعه مقارنه الأديان/ أحمد شلبي: ١٧٠)].
والعهد القديم [(كلمه عهد تعني وثيقه أو عقد، وهو عادةً يكون بين طرفين. وكلّ من العهد القديم والجديد هو عهد بين الله والناس. (مويوعه الكتاب المقدس/ شحاده بشير: ٣)] هو (التسمية العلمية لأسفار اليهود التي كتبت قبل عهد المسيح والتي جاء بها أنبياء بني إسرائيل، وسُمّيت بالعهد القديم تمييزاً لها عن العهد الجديد، وقد يطلق لفظ التوراة على العهد القديم بأكمله من باب إطلاق الجزء على الكلّ) [(المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم/ محمّد علي البار: ١١١)].
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.