وراثة الأرض في القرآن الكريم والكتب السماوية .


مبحث تمهيدي: علاقة القرآن الكريم بالكتب السماوية
١ _ مفهوم العلاقة : 
العلاقة في اللغة من (علق) وهو (أصلٌ كبير صحيح يرجع إلى معنى واحد، وهو أن يناط الشـيء بالشـيء) [(معجم مقاييس اللغه/ ابن فارس ١٢٥:٤)]، وقال الخليل: (عَلِقَ بالشـيء: نَشِبَ به، والعَلاقةُ: ما تَعَلَّقْتَ به في صِناعةٍ أو ضَيْعةٍ أو مَعيشةٍ مُعْتمداً عليه أو ما ضَرَبْتَ عليه يَدَك من الأُمُور والخُصُوماتِ ونحوها التي تحاوِلُها) [(العين/ الخليل بن احمد الفراهيدي ١٦٣:١)].
وذكر الجرجاني في تعريفاته أنَّ العلاقة (بكسـر العين) يستعمل في المحسوسات، و (بالفتح) في المعاني، وفي الصحاح: (العلاقة بالكسـر: علاقة القوس والسوط ونحوهما، وبالفتح علاقة الخصومة والمحبَّة ونحوهما) [(التعريفات/ الجرجاني: ٤٩)]، و (ليس بيني وبين فلان عُلْقَةٌ، أي سبب) [(جمهره اللغه/ ابن دريد ٢٧:٢)]، ولذلك عرَّفها صاحب بن عبّاد بأنَّها: (النصيْبُ في الشـيء) [(المحيط في اللغه/ صاحب بن عبّاد: ٢٠)]، و (عَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً لزمه) [(لسان العرب/ ابن منظور ٢٦١:١٠)].
ومن المعنى اللغوي يتَّضح أنَّ العَلاقة _ بفتح العين _ هي (السبب والنصيب والملازمة) بين أمرين، وهذه كلّها صلات، وعلى ذلك فالعَلاقة هي صلة تصل الأشياء بعضها ببعض.
أمَّا في الاصطلاح فهي بالمعنى العامّ تطلق (على كلِّ ارتباط بين موضوعين أو أكثر بحيث يدرك العقل علاقة أحدهما بالآخر) [(المعجم الفلسفي/ جميل صليبا ٩٤:٢)].
٢ _ القرآن الكريم : 
القرآن في الأصل اللغوي مصدر نحو كفران ورجحان، قال تعالى: (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ١٧ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ١٨) (القيامة: ١٧ و١٨)، وقد خُصَّ بالكتاب المنزل على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ويرجع سبب تسميته قرآناً من بين كتب الله لكونه جامعاً لثمرة كتبه [(المفردات في غريب القرآن/ الراغب الأصفهاني: ٤١٩)].
وقال ابن الأثير: (إنَّ الأصل في لفظة القرآن هو الجمعُ، وكلُّ شـيء جَمَعْتَه فقد قَرَأتَه، وسُمّي القُرآن قُرآناً لأنَّه جَمَعَ القِصَصَ والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسُّوَر بعضها إلى بعض) [(النهايه في غريب الأثر/ ابن الأثير ٥٢:٤)].
أمَّا المعنى الاصطلاحي للقرآن الكريم فهو: (وحي الله المعجز المنزل على النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لفظاً ومعنى وأسلوباً، المكتوب في المصاحف المنقول عنه بالتواتر) [(موجز علوم القرآن/ داود العطّار: ١٧)].
من أسماء القرآن:
للقرآن الكريم أسماء كثيرة أشهرها:
الفرقان: لقوله تعالى: (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان: ١).
الكتاب: لقوله تعالى: (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة: ٢).
وقد أورد أبو المعالي [(عزيزي بن عبد الملك المعروف بـ (شيذله) المتوفّي؛ سنه (٤٩٤هـ)، فقيه، أصولي، محدّث، واعظ، متكلّم، مشارك في بعض العلوم. (معجم المؤلّفين/ عمر كحاله ٢٨١:٦)] في كتابه البرهان في مشكلات القرآن _ كما نقل ذلك السيوطي _ خمسة وخمسين اسما [(الإتقان في علوم القرآن/ السيوطي ٥٨:١)]، ولكن لا يخفى على القارئ أنَّ هناك خلط بين صفات القرآن وبين أسماءه.
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.