صيحة السماء لا الفضاء فلا تبيعوا أنفسكم للشيطان .

تم تأليف هذا الكتاب من قِبل "الشيخ حميد الوائلي" رداً على أكاذيب المدّعين بأن الصيحة صيحة فضائية،  أيّها الأحبَّة الكرام لقد استمعتم كما استمعنا إلىٰ مقطع ينشره جماعة المدعو أبو عبد الله الحسين القحطاني وهو صاحب جريدة القائم المقتول، والذين عرضوا أنفسهم للبيع كعبيد من أجل شراء فضائية يبثّون من خلالها دعواهم وظهور صاحبهم، وهذا الكرّاس يمثّل ردَّاً علىٰ هذه الدعوة، ويقع ضمن محاور ثلاث:
المحور الأوَّل: الصيحة سماوية أم فضائية؟
 المحور الثاني: الحكم الشرعي في بيع الإنسان الحرّ وشرائه.
 المحور الثالث: من هو القحطاني حيدر منشد مشتَّت؟ وما حقيقة دعوته؟
.
المحور الأوَّل: الصيحة سماوية أم فضائية ؟
 إنَّ المراجعات البسيطة التي يقوم بها أيّ إنسان مؤمن _ يحمل هموم عقيدته ويريد أن يحافظ علىٰ إيمانه ولا يريد لنفسه أن تذهب ضحيَّة أفكارٍ ضلالية ظلامية_ لبعض المتون المنتشرة في أغلب المكتبات والأسواق كـ (غيبة النعماني والطوسي وبحار الأنوار وكمال الدين) ليقف من خلالها علىٰ روايات أهل البيت عليهم السلام وهم يتحدَّثون عن الصيحة، إنَّ هذه المراجعة البسيطة تقصم ظهر أهل هذا الادِّعاء وتكشفُ انحرافهم عن مسيرة أهل البيت عليهم السلام وترويجهم لخرافةٍ أزال حديث العصمة والطهارة الشكَّ والريب عنها.
 فهذه الروايات تُحدِّثنا بوضوح عن صيحة السماء بلسان جبرائيل عليه السلام دون غيره، إيذاناً بظهور الإمام، لتحصّن هذه الصيحة من يد التلاعب من قِبَل الإنسان، فلا يمكن الوصول إليها لأنَّها من الغيب وإلىٰ الغيب، ولا يعلم الغيب إلَّا الله.
 هذه هي الصيحة التي أرادها الله سبحانه وتعالىٰ، لتكشف لنا عن ظهور إمام زماننا، فيما يريد هؤلاء أن يجعلوا الصيحة صيحة الأرض، صيحة إبليس، صيحة تتدخَّل فيها الأيدي لتُحرِّفها عن مسارها وتستغلّها في باطلها وضلالها، وإليك جملة من الروايات وهي تتحدَّث بصراحة لتكشف للناس هذه الحقيقة المهمَّة، وهي أنَّ الصيحة لا تمسّها يد الإنسان، أو أنَّها تصدر من الأرض، أو تُحدَّد زمانها ونوعها أو مكان انطلاقها.
 قال أبو عبد الله عليه السلام: (للقائم خمس علامات: ظهور السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكيَّة، وخسف بالبيداء)  [(الغيبة للنعماني: ٢٦١/ باب ١٤/ ح ٩)].
 فالإمام هنا يُصرِّح بأنَّ الصيحة من السماء، وليست من الفضاء، وهناك فرق كبير بين أن تأتي صيحة من الفضاء، فهي صيحة أرضية بثَّتها أقمار صناعية، صناعة يدوية بشرية، وبين صيحة صناعتها إلهية سماوية.
 وعن الباقر عليه السلام يقول: (... الصيحة لا تكون إلَّا في شهر رمضان، لأنَّ شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلىٰ الخلق...، ينادي منادٍ من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقىٰ راقد إلَّا استيقظ، ولا قائم إلَّا قعد، ولا قاعد إلَّا قام علىٰ رجليه فزعاً من ذلك الصوت...، فلا تشكّوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألَا إنَّ فلاناً قُتِلَ مظلوماً، ليُشكّك الناس ويفتنهم...، لا بدَّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام: صوت من السماء وهو صوت جبرئيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه، والصوت الثاني من الأرض هو صوت إبليس اللعين...) [(الغيبة للنعماني: ٢٦٢ و٢٦٣/ باب ١٤/ ح ١٣)].
 فأنت تلاحظ كيف يفصل الإمام الباقر عليه السلام بوضوح شديد بين صوت جبرائيل السماوي عليه السلام، وبين صوت الأرض الفضائي الإبليسي، ويُشدِّد علىٰ الناس أن لا يشكّوا ولا يأخذهم الريب، ويؤكِّد عليهم بالسمع والطاعة.
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.