الإعداد الروحي لعصر الظهور .
الآثار النفسية للفطرة :
هناك بعض الآثار النفسية لهذا الأسلوب الرائع.
منها: أن أسلوب القرآن الذي هو أسلوب أهل البيت عليهم السلام، حينما يَدعو الإنسان لأن يكون طاهراً سوياً تائباً إلى الله يقول له ارجع إلى الفطرة، هذا الارجاع يعطي الإنسان الشعور بأن الشيء المطلوب منه ليس بأمر بعيد وليس بأمر صعب وشاق.
لاحظوا المدارس الأخلاقية الأخرى التي تدعو إلى التزكية عن طريق التصوف أو العرفان، تلك المدارس تضع الإنسان على طريق متاهة. في تلك المدارس يشعر الإنسان أنه يسعى إلى شيء غريب خارج وجوده، أما في مدرسة أهل البيت عليهم السلام فإنه يشعر أنه مدعو إلى الرجوع إلى نفسه، الإنسان مرة يقال له إذا أردت حل مشكلتك فهي في بيتك، الحل في دارك، فإنه سوف يطمئن ويحس أن الهدف ليس بعيداً، أما إذا قيل له أن الشيء الذي تطلب في الصحراء، وأن المساحة التي تبحث فيها ليس لها حدود، كم سيكون ذلك صعباً على الإنسان، وكم سيحدث ذلك يأساً، وإعراضاً عن المسير.
أما أهل البيت عليهم السلام فإنهم قالوا: ابحث عن ضالتك في قلبك، في داخل نفسك، الفطرة السليمة هي الضّالة، ابحث عن تلك الفطرة وأزل الغبار المتراكم عنها والشوائب والأوساخ المتراكمة بسبب الحياة تجد ضالتك التي تحييك، وهي التي ترجعك إنساناً كاملاً، وهي التي تجعلك أقرب ما تكون إلى ربّ العالمين.
فالدعوة إلى الفطرة لها أثر نفسي بالغ في تييسير السلوك إلى الله تعالى وتسهيل الأمر على الناس.
وقد يتصور البعض أن السير إلى الله تعالى هو من أصعب الأمور وأشقها، وأن السائر إليه تعالى لا بدّ أن يلتزم بأعمال شاقة وأذكار طويلة وممارسات خاصة. مما يجعل التزكية عملية خاصة بالنخبة من الناس، أما عامة الناس فلا طريق لهم إلى ذلك، لصعوبة ذلك ومشقته. فلا الشاب يرغب في ذلك، ولا المرأة تتقبل ذلك ولا الكاسب ولا العامل ولا غيرهم من عامة البشر ممن يعمل ويكسب ويجهد لتحصيل لقمة العيش، إذ لا يجد مجالاً للالتزامات الصعبة التي يفترضها الصوفي، فيحيد عنها وعن أصل السير.
وحتّى من سار طبقاً لتلك الطريقة الصعبة سرعان ما سيصيبه التعب والجهد والملل. فيترك السير والسلوك دون رجعة لأنه إنسان له متطلبات. وذلك الأسلوب لا يراعي متطلباته كبشر.
أما إذا رجعنا إلى أهل البيت عليهم السلام وهم أطباء النفوس والأرواح، وبهم تزكى الأنفس، سنجد عندهم ما نريد بكل بساطة ويسر، إذ يقول سيدهم الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (جئت بالشريعة السهلة السمحاء)، (ذخيره المعاد ٩٧:١) التي لا تعقيد فيها، ولا احتكار ولا اختصاص. هي ليست خاصة بمجموعة من الناس يسمون بالصوفيين، ولا بالعرفانيين، هي شريعة لعامة البشر ميسرة لهم جميعاً. فقالوا عليهم السلام: (أعبد الناس من أقام على الفرائض). (تحف العقول:٤٨٩)
هذا هو التيسير الذي يجعل من الشريعة طريقاً لنجاة عامة البشر.
وقالوا عليهم السلام: (ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس). (تحف العقول:٧)
أورع الناس هل هو من انعزل في صومعته ولم يعرف من الحياة وابتلاءاتها ومشاكلها شيئاً؟ هل هو من انكفأ على نفسه وترك الناس والدنيا دون أن يترك عليها شيئاً من بصماته؟ واكتفى بالأذكار والعبادة الأنانية التي لا نفع فيها لأحد إلا لنفسه؟
الكف عن المحارم هو الطريق إلى الله تعالى، وهو وسام المتقي العارف الورع.
* * *
هناك بعض الآثار النفسية لهذا الأسلوب الرائع.
منها: أن أسلوب القرآن الذي هو أسلوب أهل البيت عليهم السلام، حينما يَدعو الإنسان لأن يكون طاهراً سوياً تائباً إلى الله يقول له ارجع إلى الفطرة، هذا الارجاع يعطي الإنسان الشعور بأن الشيء المطلوب منه ليس بأمر بعيد وليس بأمر صعب وشاق.
لاحظوا المدارس الأخلاقية الأخرى التي تدعو إلى التزكية عن طريق التصوف أو العرفان، تلك المدارس تضع الإنسان على طريق متاهة. في تلك المدارس يشعر الإنسان أنه يسعى إلى شيء غريب خارج وجوده، أما في مدرسة أهل البيت عليهم السلام فإنه يشعر أنه مدعو إلى الرجوع إلى نفسه، الإنسان مرة يقال له إذا أردت حل مشكلتك فهي في بيتك، الحل في دارك، فإنه سوف يطمئن ويحس أن الهدف ليس بعيداً، أما إذا قيل له أن الشيء الذي تطلب في الصحراء، وأن المساحة التي تبحث فيها ليس لها حدود، كم سيكون ذلك صعباً على الإنسان، وكم سيحدث ذلك يأساً، وإعراضاً عن المسير.
أما أهل البيت عليهم السلام فإنهم قالوا: ابحث عن ضالتك في قلبك، في داخل نفسك، الفطرة السليمة هي الضّالة، ابحث عن تلك الفطرة وأزل الغبار المتراكم عنها والشوائب والأوساخ المتراكمة بسبب الحياة تجد ضالتك التي تحييك، وهي التي ترجعك إنساناً كاملاً، وهي التي تجعلك أقرب ما تكون إلى ربّ العالمين.
فالدعوة إلى الفطرة لها أثر نفسي بالغ في تييسير السلوك إلى الله تعالى وتسهيل الأمر على الناس.
وقد يتصور البعض أن السير إلى الله تعالى هو من أصعب الأمور وأشقها، وأن السائر إليه تعالى لا بدّ أن يلتزم بأعمال شاقة وأذكار طويلة وممارسات خاصة. مما يجعل التزكية عملية خاصة بالنخبة من الناس، أما عامة الناس فلا طريق لهم إلى ذلك، لصعوبة ذلك ومشقته. فلا الشاب يرغب في ذلك، ولا المرأة تتقبل ذلك ولا الكاسب ولا العامل ولا غيرهم من عامة البشر ممن يعمل ويكسب ويجهد لتحصيل لقمة العيش، إذ لا يجد مجالاً للالتزامات الصعبة التي يفترضها الصوفي، فيحيد عنها وعن أصل السير.
وحتّى من سار طبقاً لتلك الطريقة الصعبة سرعان ما سيصيبه التعب والجهد والملل. فيترك السير والسلوك دون رجعة لأنه إنسان له متطلبات. وذلك الأسلوب لا يراعي متطلباته كبشر.
أما إذا رجعنا إلى أهل البيت عليهم السلام وهم أطباء النفوس والأرواح، وبهم تزكى الأنفس، سنجد عندهم ما نريد بكل بساطة ويسر، إذ يقول سيدهم الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (جئت بالشريعة السهلة السمحاء)، (ذخيره المعاد ٩٧:١) التي لا تعقيد فيها، ولا احتكار ولا اختصاص. هي ليست خاصة بمجموعة من الناس يسمون بالصوفيين، ولا بالعرفانيين، هي شريعة لعامة البشر ميسرة لهم جميعاً. فقالوا عليهم السلام: (أعبد الناس من أقام على الفرائض). (تحف العقول:٤٨٩)
هذا هو التيسير الذي يجعل من الشريعة طريقاً لنجاة عامة البشر.
وقالوا عليهم السلام: (ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس). (تحف العقول:٧)
أورع الناس هل هو من انعزل في صومعته ولم يعرف من الحياة وابتلاءاتها ومشاكلها شيئاً؟ هل هو من انكفأ على نفسه وترك الناس والدنيا دون أن يترك عليها شيئاً من بصماته؟ واكتفى بالأذكار والعبادة الأنانية التي لا نفع فيها لأحد إلا لنفسه؟
الكف عن المحارم هو الطريق إلى الله تعالى، وهو وسام المتقي العارف الورع.
* * *

تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً