الإعداد الروحي لعصر الظهور .

الشخصية الحقيقية للإنسان :
روح الإيمان التي أودعت في الإنسان هي الشخصية الحقيقية للإنسان، فقد ورد عنهم عليهم السلام: أن للإنسان أربعة أرواح: روح الغضب، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح الإيمان. روح الغضب يشترك فيها مع الحيوان، وكذلك روح الشهوة، وهكذا روح القوة، أما الروح التي تميزه عن غيره من المخلوقات فهي روح الإيمان التي تمثل الشخصية الحقيقية له.
في هذه الروح أودع الله تعالى جملة من الأساسيات التي يستطيع الإنسان بها تمييز الحقّ من الباطل، والحسن من القبيح. هنا اختلف المسلمون، فقال بعضهم وهم الأشاعرة أن الإنسان عاجز عن تشخيص الحسن من القبح في الأشياء. ولا بدّ له أن يستعين بالشرع ليكتشف ذلك. فلا قبح ولا حسن إلا بمعونة الشريعة.
وقالت الإمامية أن الإنسان قادر على معرفة الحسن والقبح في الأشياء بغض النظر عن توجيهات الشريعة. وهذا ما يشكل فرقاً مهماً في موقف هذه المسالك العقائدية من العقل ودوره في بناء العقيدة.
نحن نعتقد بدور بالغ للعقل في هذه العملية، فهو قادر على الاستقلال في الفهم والتعرف على حسن الأشياء وقبحها، وبذلك يمكن الاستدلال على مبدأ التوحيد والنبوة وغيرها من المبادئ العقائدية. وبدون هذه الفكرة وهي (استقلال العقل بالحسن والقبح) لا يمكن الوصول إلى الفهم الصحيح للتوحيد والاثبات العلمي له ولبقية العقائد اللاحقة كالنبوة.
إن غاية ما يمكن الاستدلال به على صدق النبي هو المعجزة التي يأتي بها، وذلك لأننا نقول عادة: أن من القبيح على الله تعالى أن يظهر المعجز على يد الكاذب، وهذا يستبطن اعترافاً مسبقاً بأن هناك قبيحاً ندركه قبل ثبوت نبوة النبي، أما لو كان الأمر كما يقول الأشاعرة، وأنه لا قبيح إلا ما قبحه الشرع، فكيف نحكم بقبح إظهار المعجزة على يد الكاذب والمفروض أننا نتحدث في مرحلة ما قبل ثبوت نبوة النبي وقبل ثبوت أوامر ونواهي للشريعة عن طريقه. كيف لنا أن نعرف القبيح من الحسن قبل أن يثبت لنا نبوة هذا النبي، وإذا لم تكن نبوته ثابتة إلى الآن كيف لنا أن نعرف قبح اظهار المعجزة على يد الكاذب؟
إذن.. مع ما يقوله الأشاعرة لا يمكن إثبات نبوة النبي عن طريق المعاجز. نعم على ما يذهب إليه الإمامية يكون الأمر واضحاً إذ يكون هناك اعتراف مسبق بقدرة عقلية مستقلة في إدراك الحسن والقبح تقضي بقبح إظهار المعجزة على يد الكاذب ومن ثمّ يثبت صدق نبوة النبي.
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.