الإعداد الروحي لعصر الظهور
.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في كتابه الكريم:
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها). (الشمس: ٩و ١٠)
حديثنا في مستهل هذه الدورة المباركة سيكون عن الإعداد الروحي بلحاظ زمن الظهور إذ يراد التعرض لجملة من المواضيع المرتبطة بالإعداد الروحي للمؤمن الذي ينتظر الفرج ويهيء نفسه لنصرة الإمام المهدي عليه السلام.
الإعداد الروحي للمؤمن تارة يُنظر إليه من وجهة نظر عامة، وأخرى بما هو مقدمة من مقدمات التهيؤ للظهور، الإعداد الروحي هو تعبير آخر عن التزكية التي ذكرها القرآن الكريم (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)، فالتزكية بشكل عام هي هدف مقدس لكافة المؤمنين، وكل إنسان مؤمن، وهو في أيّ مرحلة من مراحل حياته، وفي أيّ مقطع من مقاطع التاريخ، مطالَب بأن يزكي نفسه، وهذا أمر نحن مطالبون به أيضاً كما طولب به المؤمنون في صدر الإسلام والمؤمنون التابعون بعد ذلك، وهكذا كل طبقات المسلمين كانوا يقرؤون هذه الآية ويفهمون منها ذلك (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها).
إذاً التزكية أمر مطلوب للجميع، وواجب على الجميع.
وتارة ننظر إلى التزكية من وجهة نظر الظهور، أو من هذه الزاوية، زاوية التهيؤ والاستعداد لنصرة الإمام المهدي عليه السلام والمشاركة مع الإمام لنشر العدل في الأرض.
إذاً في حديثنا هذا مقامان:
المقام الأوّل: التزكية بشكل عام، أيّ الإعداد بشكل عام، وهو أمر مطلوب يجب على كل المسلمين في أيّ عصر من العصور.
والمقام الثاني: إعداد روحي وتزكية بشكل خاص يرتبط بمشروع الإمام المهدي في إصلاح الناس وإصلاح الأرض ونشر العدل، وحديثنا سيبدأ بالمقام الأوّل، وينتهي بالمقام الثاني.
أريد أن أفهرس الحديث لكي يكون مسيرنا فيه واضحاً، كيف سنتحدث عن هذه المسألة في مراحلها العديدة؟
* * *

تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً