بعض أعمال زمن الغيبه
بعض أعمال زمن الغيبه
.
الأوّل:
التوبة الحقيقية من الذنوب.
وإن كانت التوبة من الأعمال المحرمة واجبة في كل زمان إلا أن أهميتها في هذا الزمان من جهة أن أحد أسباب غيبة صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وطولها هو ذنوبنا العظيمة والكثيرة، فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور، كما ورد ذلك في (البحار) عن أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك في التوقيع الشريف المروي في (الاحتجاج) حيث يقول:
(فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم). (الأحتجاج:٣٢٥/٢ وعنه في البحار: ١٧٧/٥٣)
ومعنى التوبة هو الندم على الذنوب السابقة والعزم على تركها في المستقبل، وعلامة ذلك إبراء الذمّة من الواجبات التي تركت، وأداء حقوق الناس الباقية في ذمّته، وإذابة اللحم الذي نشأ في بدنك من المعاصي، وتحمّل مشاق العبادة بما ينسيك ما اكتسبته من لذّة المعصية.
وبهذه الأمور الستّة تتحقّق التوبة كاملاً، وتكون كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتب متعددة.
فانتبه إلى نفسك، ولا تقول: وعلى فرض أنّي أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته، فذنوب الجميع تؤدي إلى غيبته وتأخّر ظهوره!
فأقول: إن كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلى نفسك فلا تكون شريكاً معهم في ذلك، فأخشى أن يصبح حالك تدريجاً كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم عليه السلام، وحبس المأمون للرضا عليه السلام في (سرخس)، أو حبس المتوكّل للإمام علي النقي عليه السلام في (سامراء)!
الثاني:
ما روي في (روضة الكافي) عن الصادق عليه السلام أنه قال:
(إذا تمنّى أحدكم القائم فليتمنّه في عافية، فإنّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة). (الكافي: ٢٣٣/٨ح١٠٦)
أقول: يعني اسألوا الله تعالى أن تلاقوه عليه السلام وأنتم مؤمنون ومعافون من ضلالات آخر الزمان كي لا تكونوا محلاَّ لإنتقامه.
الثالث:
أن يدعو المؤمن الناس إلى محبته عليه السلام ببيان إحسانه عليه السلام إليهم وبركات ومنافع وجوده المقدّس لهم وحبّه عليه السلام لهم، وأمثالها، ويتحبب إليه بما يكسب به حبّه عليه السلام له.
الرابع:
أن لا يقسو قلبك بسبب طول زمان الغيبة، بل يبقى طريّاً بذكر مولاه عليه السلام، وقد قال ربّ العالمين جلّ شأنه في القرآن المجيد في سورة الحديد: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ). (سوره الحديد: ١٦)
وقد روي في (البرهان) عن الصادق عليه السلام أنه قال:
(نزلت هذه الآية _ (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) _ من أهل زمان الغيبة، ثم قال: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأْرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)). (البرهان:٢٩١/٤ح١)
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في معنى موت الأرض:
(كفر أهلها والكافر ميت، يحييها الله بالقائم عليه السلام فيعدل فيها، فيحيي الأرض ويحيي أهلها بعد موتهم). (البرهان:٢٩١/٤ح٤)
وفي (كمال الدين) بسند صحيح عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
(للقائم منّا غيبة أمدها طويل، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة). (كمال الدين:٣٠٣/١ح١٤)
أقول: أيها المؤمنون المنتظرون إمام زمانكم، لتسرّ قلوبكم وتقرّ عيونكم بهذه البشارة العظمى التي هي أعظم البشارات، واسعوا أن تكون قلوبكم رقيقة غير قاسية في زمان غيبة إمام زمانكم.
فإن قلتم: إنّ رقّة القلب وقساوته خارجان عن اختيارنا، أقول: صحيح ما تقولون ولكن مقدمات ومسببات ذلك باختياركم، أي تستطيعون القيام بأعمال تجعلون بها قلوبكم نقية، وتستطيعون القيام بأعمال تُقسي قلوبكم، فإن كنتم تخشون قساوة القلب فاتركوا ما يسبب ذلك، وواظبوا على الأعمال التي تنقي وترقّق القلب، كما ورد في (مجمع البيان) في تفسير الآية المذكورة، حيث قال: فغلظت قلوبهم وزال خشوعها ومرنوا على المعاصي. (مجمع البيان:٢٣٨/٩)
وري عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: إنّ الله لا يعاقب على ذنب كما يعاقب على قساوة القلب. [(تحف العقول:٢٩٦، ولفظ الحديث: عن الباقر عليه السلام: (...وما ضرب عبد بعقوبه أعظم من قسوه القلب)]
وسأشير هنا إلى بعض منها كما قد رأيتها في كتب الحديث مذكّراً بذلك نفسي وإخواني في البلدان ومن الله التوفيق.
أمّا ما يرقّق وينقي القلب فأمور:
١ _ الحضور في مجالس ذكر بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف وشرح صفاته وخصائصه وشؤونه ومجالس الوعظ على ضوء نصائح أهل البيت عليهم السلام ومجالس قراءة القرآن بشرط التأمّل والتفكّر في معاني الآيات القرآنية.
٢ _ زيارة القبور.
٣ _ كثرة ذكر الموت.
٤ _ مسح رؤوس اليتامى، والحبّ والإحسان إليهم.
وأمّا ما يسبّب قساوة القلب، فمنها:
١ _ ترك ذكر الله جلّ شأنه.
٢ _ أكل الطعام المحرم.
٣ _ مجالسة أهل الدنيا، وكثرة زيارتهم.
٤ _ الأكل على الشبع.
٥ _ كثرة الضحك.
٦ _ كثرة التفكير بالأكل والشرب.
٧ _ كثرة الحديث فيما لاينفع في الآخرة.
٨ _ طول الأمل.
٩ _ عدم أداء الصلاة في أوّل الوقت.
١٠ _ مجالسة ومصاحبة أهل المعاصي والفسق.
١١ _ الإستماع للكلام غير النافع في الآخرة.
١٢ _ الذهاب إلى الصيد للهو واللعب.
١٣ _ تولّي الرئاسة في أمور الدنيا.
١٤ _ الذهاب إلى المواطن الدنيئة المخجلة.
١٥ _ كثرة مجالسة النساء.
١٦ _ كثرة أموال الدنيا.
١٧ _ ترك التوبة.
١٨ _ الإستماع إلى الموسيقى.
١٩ _ شرب مسكر وكل شراب حرام.
٢٠ _ ترك مجالس أهل العلم.
أي ترك الحضور في المجالس التي ترقّق وتنقي القلب والحاوية على ذكر أحكام الدين، وأحاديث ومواعظ الأئمة الطاهرين، وشؤون صاحب الزمان عليه السلام، وآيات القرآن الكريم، وخصوصاً إذا كان المتحدّث مطابق عمله قوله بما يجعل لقوله تأثير خاص في قلب المستمع، فقد ورد عن الرضا عليه السلام أنه قال:
(من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب). (أمالي الصدوق:٦٨، المجلس: ١٧ح٤ وعنه في البحار:٢٧٨/٤٤ح١)
والخلاصة: رقّقوا قلوبكم من قساوة القلب على حذر، فأخشى أن يصل الأمر بحيث لا تؤثر الموعظة بعده في القلوب ويحرم من رحمة الله جل شأنه.
الخامس:
الاتّفاق والاجتماع على نصرة صاحب الزمان عليه السلام:
أي تتّفق قلوب المؤمنين مع بعضها وتتعاهد لنصرته عليه السلام والوفاء بعهده، وقد ورد في التوقيع الشريف عن الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد (رحمه الله تعالى) وهو آخر توقيع أورده الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي (رحمه الله) في كتاب (الاحتجاج)، وجاء فيه: (ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا). (الاحتجاج٣٢٥/٢) .
* * *
.
الأوّل:
التوبة الحقيقية من الذنوب.
وإن كانت التوبة من الأعمال المحرمة واجبة في كل زمان إلا أن أهميتها في هذا الزمان من جهة أن أحد أسباب غيبة صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وطولها هو ذنوبنا العظيمة والكثيرة، فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور، كما ورد ذلك في (البحار) عن أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك في التوقيع الشريف المروي في (الاحتجاج) حيث يقول:
(فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم). (الأحتجاج:٣٢٥/٢ وعنه في البحار: ١٧٧/٥٣)
ومعنى التوبة هو الندم على الذنوب السابقة والعزم على تركها في المستقبل، وعلامة ذلك إبراء الذمّة من الواجبات التي تركت، وأداء حقوق الناس الباقية في ذمّته، وإذابة اللحم الذي نشأ في بدنك من المعاصي، وتحمّل مشاق العبادة بما ينسيك ما اكتسبته من لذّة المعصية.
وبهذه الأمور الستّة تتحقّق التوبة كاملاً، وتكون كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتب متعددة.
فانتبه إلى نفسك، ولا تقول: وعلى فرض أنّي أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته، فذنوب الجميع تؤدي إلى غيبته وتأخّر ظهوره!
فأقول: إن كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلى نفسك فلا تكون شريكاً معهم في ذلك، فأخشى أن يصبح حالك تدريجاً كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم عليه السلام، وحبس المأمون للرضا عليه السلام في (سرخس)، أو حبس المتوكّل للإمام علي النقي عليه السلام في (سامراء)!
الثاني:
ما روي في (روضة الكافي) عن الصادق عليه السلام أنه قال:
(إذا تمنّى أحدكم القائم فليتمنّه في عافية، فإنّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة). (الكافي: ٢٣٣/٨ح١٠٦)
أقول: يعني اسألوا الله تعالى أن تلاقوه عليه السلام وأنتم مؤمنون ومعافون من ضلالات آخر الزمان كي لا تكونوا محلاَّ لإنتقامه.
الثالث:
أن يدعو المؤمن الناس إلى محبته عليه السلام ببيان إحسانه عليه السلام إليهم وبركات ومنافع وجوده المقدّس لهم وحبّه عليه السلام لهم، وأمثالها، ويتحبب إليه بما يكسب به حبّه عليه السلام له.
الرابع:
أن لا يقسو قلبك بسبب طول زمان الغيبة، بل يبقى طريّاً بذكر مولاه عليه السلام، وقد قال ربّ العالمين جلّ شأنه في القرآن المجيد في سورة الحديد: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ). (سوره الحديد: ١٦)
وقد روي في (البرهان) عن الصادق عليه السلام أنه قال:
(نزلت هذه الآية _ (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) _ من أهل زمان الغيبة، ثم قال: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأْرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)). (البرهان:٢٩١/٤ح١)
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في معنى موت الأرض:
(كفر أهلها والكافر ميت، يحييها الله بالقائم عليه السلام فيعدل فيها، فيحيي الأرض ويحيي أهلها بعد موتهم). (البرهان:٢٩١/٤ح٤)
وفي (كمال الدين) بسند صحيح عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
(للقائم منّا غيبة أمدها طويل، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة). (كمال الدين:٣٠٣/١ح١٤)
أقول: أيها المؤمنون المنتظرون إمام زمانكم، لتسرّ قلوبكم وتقرّ عيونكم بهذه البشارة العظمى التي هي أعظم البشارات، واسعوا أن تكون قلوبكم رقيقة غير قاسية في زمان غيبة إمام زمانكم.
فإن قلتم: إنّ رقّة القلب وقساوته خارجان عن اختيارنا، أقول: صحيح ما تقولون ولكن مقدمات ومسببات ذلك باختياركم، أي تستطيعون القيام بأعمال تجعلون بها قلوبكم نقية، وتستطيعون القيام بأعمال تُقسي قلوبكم، فإن كنتم تخشون قساوة القلب فاتركوا ما يسبب ذلك، وواظبوا على الأعمال التي تنقي وترقّق القلب، كما ورد في (مجمع البيان) في تفسير الآية المذكورة، حيث قال: فغلظت قلوبهم وزال خشوعها ومرنوا على المعاصي. (مجمع البيان:٢٣٨/٩)
وري عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: إنّ الله لا يعاقب على ذنب كما يعاقب على قساوة القلب. [(تحف العقول:٢٩٦، ولفظ الحديث: عن الباقر عليه السلام: (...وما ضرب عبد بعقوبه أعظم من قسوه القلب)]
وسأشير هنا إلى بعض منها كما قد رأيتها في كتب الحديث مذكّراً بذلك نفسي وإخواني في البلدان ومن الله التوفيق.
أمّا ما يرقّق وينقي القلب فأمور:
١ _ الحضور في مجالس ذكر بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف وشرح صفاته وخصائصه وشؤونه ومجالس الوعظ على ضوء نصائح أهل البيت عليهم السلام ومجالس قراءة القرآن بشرط التأمّل والتفكّر في معاني الآيات القرآنية.
٢ _ زيارة القبور.
٣ _ كثرة ذكر الموت.
٤ _ مسح رؤوس اليتامى، والحبّ والإحسان إليهم.
وأمّا ما يسبّب قساوة القلب، فمنها:
١ _ ترك ذكر الله جلّ شأنه.
٢ _ أكل الطعام المحرم.
٣ _ مجالسة أهل الدنيا، وكثرة زيارتهم.
٤ _ الأكل على الشبع.
٥ _ كثرة الضحك.
٦ _ كثرة التفكير بالأكل والشرب.
٧ _ كثرة الحديث فيما لاينفع في الآخرة.
٨ _ طول الأمل.
٩ _ عدم أداء الصلاة في أوّل الوقت.
١٠ _ مجالسة ومصاحبة أهل المعاصي والفسق.
١١ _ الإستماع للكلام غير النافع في الآخرة.
١٢ _ الذهاب إلى الصيد للهو واللعب.
١٣ _ تولّي الرئاسة في أمور الدنيا.
١٤ _ الذهاب إلى المواطن الدنيئة المخجلة.
١٥ _ كثرة مجالسة النساء.
١٦ _ كثرة أموال الدنيا.
١٧ _ ترك التوبة.
١٨ _ الإستماع إلى الموسيقى.
١٩ _ شرب مسكر وكل شراب حرام.
٢٠ _ ترك مجالس أهل العلم.
أي ترك الحضور في المجالس التي ترقّق وتنقي القلب والحاوية على ذكر أحكام الدين، وأحاديث ومواعظ الأئمة الطاهرين، وشؤون صاحب الزمان عليه السلام، وآيات القرآن الكريم، وخصوصاً إذا كان المتحدّث مطابق عمله قوله بما يجعل لقوله تأثير خاص في قلب المستمع، فقد ورد عن الرضا عليه السلام أنه قال:
(من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب). (أمالي الصدوق:٦٨، المجلس: ١٧ح٤ وعنه في البحار:٢٧٨/٤٤ح١)
والخلاصة: رقّقوا قلوبكم من قساوة القلب على حذر، فأخشى أن يصل الأمر بحيث لا تؤثر الموعظة بعده في القلوب ويحرم من رحمة الله جل شأنه.
الخامس:
الاتّفاق والاجتماع على نصرة صاحب الزمان عليه السلام:
أي تتّفق قلوب المؤمنين مع بعضها وتتعاهد لنصرته عليه السلام والوفاء بعهده، وقد ورد في التوقيع الشريف عن الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد (رحمه الله تعالى) وهو آخر توقيع أورده الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي (رحمه الله) في كتاب (الاحتجاج)، وجاء فيه: (ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا). (الاحتجاج٣٢٥/٢) .
* * *
تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً