الحكاية الثالثة

الحكاية اللقاء بالإمام المهدي عليه السلام
(مدن يحكمها أبناء الحجة عليه السلام)
في آخر كتاب في التعازي عن آل محمّد عليهم السلام ووفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمّد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضي الله عنه عن الأجل العالم الحافظ، حجة الاسلام، سعيد بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الأجل المقرئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: حدثني شيخي العالم ابن أبي القاسم (كذا في نسخه كشكول المحدث البحراني، منه رحمه الله) عثمان بن عبد الباقي بن احمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال: حدثني الأجل العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمّد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام ليلة عاشر شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
قال: كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها، ونحن على طبقة، وعنده جماعة، فلما أفطر من كان حاضرا وتقوض (يقال: تقوض الحلق والصفوف: أنتقضت وتفرقت) أكثر من حضر خاصرا، [(في الأصل مطبوع: (من حضر حاضرا) وهو تصحيف، والصحيح ما في الصلب ومعناه أنه: قام أكثر أهل المجلس وكل منهم وضع يده على خاصرته، من طول الجلوس وكسالته )] أردنا الانصراف، فأمرنا بالتمسي عنده، فكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لا أعرفه، ولم أكن رأيته من قبل، ورأيت الوزير يكثر إكرامه، ويقرب مجلسه، ويصغي إليه، ويسمع قوله، دون الحاضرين. فتجارينا الحديث والمذاكرة، حتّى أمسينا وأردنا الانصراف، فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل، وأنه يمنع من يريد الخروج، فأشار الوزير أن نمسي عنده فأخذنا نتحادث، فأفضى الحديث حتّى تحادثنا في الأديان والمذاهب ورجعنا إلى دين الإسلام، وتفرق المذاهب فيه.
فقال الوزير: أقل طائفة مذهب الشيعة، وما يمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه، وهم الأقل من أهلها، وأخذ يذم أحوالهم، ويحمد الله على قتلهم في أقاصي الأرض.
فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلا عليه، مصغيا إليه، فقال له: أدام الله أيامك أحدث بما عندي فيما قد تفاوضتم فيه أو أعرض عنه، فصمت الوزير، ثمّ قال: قل ما عندك.
فقال: خرجت مع والدي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، من مدينتنا وهي المعروفة بالباهية، ولها الرستاق الذي يعرفه التجار، وعدة ضياعها ألف ومائتا ضيعة، في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله، وهم قوم نصارى، وجميع الجزائر التي كانت حولهم، على دينهم ومذهبهم، ومسير بلادهم وجزائرهم مدة شهرين، وبينهم وبين البر مسير عشرين يوما وكل من في البر من الأعراب وغيرهم نصارى وتتصل بالحبشة والنوبة، وكلهم نصارى، ويتصل بالبربر، وهم على دينهم، فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض، ولم نضف إليهم الافرنج والروم. وغير خفي عنكم من بالشام والعراق والحجاز من النصارى.
واتفق أننا سرنا في البحر، وأوغلنا، وتعدينا الجهات التي كنا نصل إليها، ورغبنا في المكاسب ولم نزل على ذلك حتّى صرنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار، مليحة الجدران فيها المدن الملدودة (الملدودة: معناها أن تلك المدن قد جعلت فيها لديده كثيره: وهي الروضه الخضراء الزهراء) والرساتيق.
وأول مدينة وصلنا إليها واُرسي المراكب بها، وقد سألنا الناخداه أي شيء هذه الجزيرة؟
قال: والله إن هذه جزيرة لم أصل إليها ولا أعرفها، وأنا وأنتم في معرفتها سواء.
فلما أرسينا بها، وصعد التجار إلى مشرعة تلك المدينة، وسألنا ما اسمها؟ فقيل: هي المباركة.
فسألنا عن سلطانهم وما اسمه؟
فقالوا: اسمه الطاهر.
فقلنا وأين سرير مملكته؟
فقيل: بالزاهرة.
فقلنا: وأين الزاهرة؟
فقالوا: بينكم وبينها مسيرة عشر ليال في البحر، وخمس وعشرين ليلة في البر، وهم قوم مسلمون.
فقلنا: من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والابتياع؟
فقالوا: تحضرون عند نائب السلطان.
فقلنا: وأين أعوانه؟
فقالوا: لا أعوان له، بل هو في داره وكل من عليه حق يحضر عنده، فيسلمه إليه.
فتعجبنا من ذلك، وقلنا: ألا تدلونا عليه؟
فقالوا: بلى.
وجاء معنا من أدخلنا داره، فرأيناه رجلا صالحا عليه عباءة، وتحته عباءة وهو مفترشها، وبين يديه دواة يكتب منها من كتاب ينظر إليه، فسلمنا عليه فرد علينا السلام وحيانا وقال: من أين أقبلتم؟
فقلنا: من أرض كذا وكذا، فقال: كلكم؟
فقلنا: لا، بل فينا المسلم واليهودي والنصراني.
فقال: يزن اليهودي جزيته والنصراني جزيته. ويناظر المسلم عن مذهبه.
فوزن والدي عن خمس نفر نصارى: عنه وعني وعن ثلاثة نفر كانوا معنا ثمّ وزن تسعة نفر كانوا يهودا وقال للباقين: هاتوا مذاهبكم، فشرعوا معه في مذاهبهم.
فقال: لستم مسلمين وإنما أنتم خوارج وأموالكم محل للمسلم المؤمن، وليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر وبالوصي والأوصياء من ذريته حتّى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليهم.
فضاقت بهم الأرض ولم يبق إلا أخذ أموالهم. ثمّ قال لنا: يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم، حيث اخذت الجزية منكم، فلما عرف اُولئك أن أموالهم معرضة للنهب، سألوه أن يحتملهم إلى سلطانهم فأجاب سؤالهم، وتلا: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ).
فقلنا للناخداه والربان (الناخدا: مأخوذ من الفارسيه ومعناه معروف والربان كرمان: رئيس الملاحين) وهو الدليل: هؤلاء قوم قد عاشرناهم وصاروا رفقة، وما يحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم، حتّى نعلم ما يستقر حالهم عليه؟
فقال الربان: والله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه، فاستأجرنا ربانا ورجالا، وقلعنا القلع (القلع: شراع السفينه، وقلعنا: أي رفعنا وأصلحنا الشراع لتسير السفينه) وسرنا ثلاثة عشر يوما بلياليها حتّى كان قبل طلوع الفجر، فكبر الربان فقال: هذه والله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرها إنها قد بانت، فسرنا حتّى تضاحى النهار.
فقدمنا إلى مدينة لم تر العيون أحسن منها ولا أحق (أخف، خ) على القلب، ولا أرق من نسيمها ولا أطيب من هوائها، ولا أعذب من مائها، وهي راكبة البحر، على جبل من صخر أبيض، كأنه لون الفضة وعليها سور إلى ما يلي البحر، والبحر يحوط الذي يليه منها، والأنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور والأسواق وتأخذ منها الحمامات وفواضل الأنهار ترمى في البحر، ومدى الأنهار فرسخ ونصف، وفي تحت ذلك الجبل بساتين المدينة وأشجارها، ومزارعها عند العيون وأثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب، ويرعى الذئب والنعجة عيانا ولو قصد قاصد لتخلية دابة في زرع غيره لمارعته، ولا قطعت قطعة حمله ولقد شاهدت السباع والهوام رابضة في غيض تلك المدينة، وبنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم.
فلما قدمنا المدينة وأرسى المركب فيها، وما كان صحبنا من الشوابي والذوابيح من المباركة بشريعة الزاهرة، صعدنا فرأينا مدينة عظيمة عيناء كثيرة الخلق، وسيعة الربقة، وفيها الأسواق الكثيرة، والمعاش العظيم، وترد إليها الخلق من البر والبحر، وأهلها على أحسن قاعدة، لا يكون على وجه الأرض من الامم والأديان مثلهم وأمانتهم، حتّى أن المتعيش بسوق يرده إليه من يبتاع منه حاجة إما بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها ثمّ يقول: أيا هذا زن لنفسك واذرع لنفسك.
فهذه صورة مبايعاتهم، ولا يسمع بينهم لغو المقال، ولا السفه ولا النميمة، ولا يسب بعضهم بعضا، وإذا نادى المؤذن الأذان، لا يتخلف منهم متخلف ذكرا كان أو انثى. إلا ويسعى إلى الصلاة، حتّى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض، رجع كل منهم إلى بيته حتّى يكون وقت الصلاة الاخرى فيكون الحال كما كانت.
فلما وصلنا المدينة، وأرسينا بمشرعتها، أمرونا بالحضور إلى عند السلطان فحضرنا داره، ودخلنا إليه إلى بستان صور في وسطه قبة من قصب، والسلطان في تلك القبة، وعنده جماعة وفي باب القبة ساقية تجري.
فوافينا القبة، وقد أقام المؤذن الصلاة، فلم يكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس، واُقيمت الصلاة، فصلى بهم جماعة، فلا والله لم تنظر عيني أخضع منه لله، ولا ألين جانبا لرعيته، فصلى من صلى مأموما.
فلما قضيت الصلاة التفت إلينا وقال: هؤلاء القادمون؟
قلنا: نعم، وكانت تحية الناس له أو مخاطبتهم له (يا ابن صاحب الأمر).
فقال: على خير مقدم.
ثمّ قال: أنتم تجار أو ضياف؟
فقلنا: تجار.
فقال: من منكم المسلم، ومن منكم أهل الكتاب؟
فعرفناه ذلك؟
فقال: إن الاسلام تفرق شعبا فمن أي قبيل أنتم؟
وكان معنا شخص يعرف بالمقري ابن دربهان بن أحمد [(أسمه دربهان بن أحمد، كذا في كشكول الشيخ يوسف البحريني. (منه رحمه الله))] الأهوازي، يزعم أنه على مذهب الشافعي، فقال له: أنا رجل شافعي.
قال: فمن على مذهبك من الجماعة؟
قال: كلنا إلا هذا حسان بن غيث فانه رجل مالكي.
فقال: أنت تقول بالاجماع؟
قال: نعم.
قال: إذا تعمل بالقياس.
ثمّ قال: بالله يا شافعي تلوت ما أنزل الله يوم المباهلة؟
قال: نعم.
قال: ما هو؟
قال قوله تعالى: (قُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ). (سوره آل عمران: ٦١)
فقال: بالله عليك من أبناء الرسول ومن نساؤه ومن نفسه يا بن دربهان؟
فأمسك.
فقال: بالله هل بلغك أن غير الرسول والوصي والبتول والسبطين دخل تحت الكساء؟
قال: لا.
فقال: والله لم تنزل هذه الآية إلا فيهم، ولا خص بها سواهم.
ثمّ قال: بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع، هل ينجسه المختلفون؟
قال: لا.
قال: بالله عليك هل تلوت (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). (الأحزاب: ٣٣)
قال: نعم.
قال: بالله عليك من يعني بذلك؟
فأمسك، فقال: والله ما عنى بها إلا أهلها.
ثمّ بسط لسانه وتحدث بحديث أمضى من السهام، وأقطع من الحسام فقطع الشافعي ووافقه فقام عند ذلك فقال: عفوا يا ابن صاحب الأمر انسب إلي نسبك.
فقال: أنا طاهر بن محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ الذي أنزل الله فيه: (وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (يس:١٢) هو والله الإمام المبين، ونحن الذين أنزل الله في حقنا (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (آل عمران: ٣٤)
يا شافعي نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول، ونحن اُولو الأمر، فخر الشافعي مغشيا عليه، لما سمع منه، ثمّ أفاق من غشيته، وآمن به، وقال: الحمد لله الذي منحني بالاسلام، ونقلني من التقليد إلى اليقين.
ثمّ أمر لنا باقامة الضيافة، فبقينا على ذلك ثمانية أيام، ولم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا، وحادثنا، فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة، ففتح لهم في ذلك، فكثرت علينا الأطعمة والفواكه، وعملت لنا الولائم، ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة. فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة برا وبحرا.
وبعدها مدينة اسمها الرائقة، سلطانها القاسم بن صاحب الأمر عليه السلام مسيرة ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم.
وبعدها مدينة اسمها الصافية، سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر عليه السلام بالحكام.
وبعدها مدينة أخرى اسمها ظلوم سلطانها عبد الرحمان بن صاحب الأمر عليه السلام، مسيرة رستاقها وضياعها شهران.
وبعدها مدينة اخرى اسمها عناطيس، سلطانها هاشم بن صاحب الأمر عليه السلام وهي أعظم المدن كلها وأكبرها وأعظم دخلا، ومسيرة ملكها أربعة أشهر.
فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة والولاية الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، سلاطينهم أولاد إمامهم، يحكمون بالعدل وبه يأمرون، وليس على وجه الأرض مثلهم، ولو جمع أهل الدنيا، لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف الأديان والمذاهب.
ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم، لأنهم زعموا أنها سنة وروده، فلم يوفقنا الله تعالى للنظر إليه، فأما ابن دربهان وحسان فانهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته، وقد كنا لما استكثرنا هذه المدن وأهلها، سألنا عنها فقيل: إنها عمارة صاحب الأمر عليه السلام واستخراجه.
فلما سمع عون الدين ذلك، نهض ودخل حجرة لطيفة، وقد تقضى الليل فأمر باحضارنا واحدا واحدا، وقال: إياكم إعادة ما سمعتم أو إجراءه على ألفاظكم وشدده وتأكد علينا، فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منا مما سمعه حرفا واحدا حتّى هلك.
وكنا إذا حضرنا موضعا واجتمع واحدنا بصاحبه، قال: أتذكر شهر رمضان فيقول: نعم، سترا لحال الشرط.
فهذا ما سمعته ورويته، والحمد لله وحده، وصلواته على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.

قلت: وروى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين عليّ بن يونس العاملي البياضي في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتاب (الصراط المستقيم) وهو أحسن كتاب صنف في الامامة عن كمال الدين الأنباري الخ وهو صاحب رسالة (الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح) التي نقلها العلامة المجلسي بتمامها في السماء والعالم.
وقال السيد الأجل عليّ بن طاووس، في أواخر كتاب جمال الاسبوع، وهو الجزء الرابع من السمات والمهمات بعد سوقه الصلوات المهدوية المعروفة التي أولها: اللهم صل على محمّد المنتجب في الميثاق، وفي آخرها: وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده، وزد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم دينا ودنيا وآخرة الخ.
والدعاء الآخر مروي عن الرضا عليه السلام يدعى به في الغيبة أوّله: (اللهم ادفع عن وليك) وفي آخره: (اللهم صل على ولاة عهدك في الأئمّة من بعده...) الخ.
قال بعد كلام له في شرح هذه الفقرة ما لفظه: ووجدت رواية متصلة الاسناد بأن للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحر، على غاية عظيمة من صفات الأبرار، والظاهر، بل المقطوع أنه إشارة إلى هذه الرواية. والله العالم.
ورواه أيضا السيد الجليل عليّ بن عبد الحميد النيلي في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان، عن الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعيد الدين رضي البغدادي، عن الشيخ الأجل خطير الدين حمزة بن الحارث بمدينة السلام الخ. [( تنبيه: حتى لا يخلو كتابنا هذا من فوائد جمه هي كالتتمه، لابد أن ننبه القارئ اللبيب على عده أمور تتعلق بالحكايه، (توخيا للأختصار نذكر أمرا واحدا): في أحوال راوي الحكايه: قال السيد الشهيد محمد علي القاضي الطباطبائي بعد هذه الحكايه ما نصه: ( ناقل هذه الحكايه لم يعرف شخصه ولم يعلم أسمه فهو عندنا مجهول الحال فلا يمكن الأعتماد عليه ولا على خبر والركون إليه، والعجب من هؤلاء الأخباريين كيف يعتمدون على تلك القصص والحكايات الغريبه وينقلونها من غير لفت نظر إلى أغلاطها ويشوهون بها وجه الحقيقه في كتب الشيعه كما أن أهل السنه شوهوا كتبهم بأخبار كعب الأحبار وأبي هريره وأمثالهما ومن أقاصيص الوضاعين والدساسين بحيث لا تعد ولا تحصى ولو رمنا حصرها لأعيى القلم وأعقب الس أ م)].أنتهى (الأنوار النعمانيه  ٦٤:٢ /بالهامش).
                         ***

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.