الإعداد الروحي لعصر الظهور .


مناشئ الحقد : 
لنقف عند هذه القضية قليلاً: 
الحقد والكراهية قد تنشأ من مناشئ عديدة، لكنها كنتيجة شيء مظلم في القلب كيف يستطيع الإنسان أن يتخلص من هذا الظلام؟ دائماً ولا بدّ أن تكون في الإنسان نقطة حقّ، تأمل في شخصيته فهو إنسان مؤمن (طبعاً نحن لا نتحدث عن من يستحق الحقد) مثل أعداء الله ورسوله، كلامنا عن المؤمنين، في الجو الإيماني لا ينبغي لأحد أن يحقد على أحد، أو يبغض أحداً، حاول أن تجد في شخصية المقابل نقطة ولو واحدة مضيئة، ومن تلك النقطة سوف تحبه وتشعر بالود إزائه.
ليس هناك إنسان لا يحمل صفة ليس فيها خير، ولو بملاحظته خلال أيّام أو معاشرة تكتشف فيه صفات جيدة، بل لعل العلاقة تصبح حميمة جداً (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت: ٣٤) من أين تأتي هذه العلاقة وهذه المحبة؟ من التعرف على الآخرين من جهة الحسن، من الجهات الأيجابية، نعم أنت تقدر أن تقول في فلان وفلان كذا سلبيات لكن نقول: عدّد إيجابياته، حاول أن تكتشف في الناس نقاط إيجابياتهم ونقاط الحسن فيهم، ولا تنظر إلى القبح فتبقى دائماً في دوامة الحقد، وسوف تعيش في جهنم دائماً إلى أن تموت. الإنسان يدرك السوء لكن يحمله على محامل حسنة، البشر ناقصون خطّاءون، حاول أن تفتح عينا أخرى على المحاسن فستجد في كل أحد محاسن، ليس هناك إنسان يخلو من محاسن.
هذا أيضاً أسلوب من أساليب قلع الحقد من القلب.
القلب سوف يتبدَّل إلى قبول للناس، إلى استيعاب للناس، إلى معايشة مع الناس وتحمل للآخرين، واعلم أنك مثلما أنت الآن مدعو إلى تحمّل الناس، فالناس أيضاً مدعوون إلى ذلك، لا تعتقد أنك مبرئ من العيوب.
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.