صيحة السماء لا الفضاء فلا تبيعوا أنفسكم للشيطان .

النقطة الأُولىٰ: أنَّ الأدلَّة التي دلَّت علىٰ ثبوت الرجعة إنَّما دلَّت عليها علىٰ نحو الرجعات التي وقعت سابقاً، كما نُصَّ علىٰ ذلك من قِبَل النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام في حديث: (لتركبنَّ سنن من كان قبلكم ذراعاً بذراع وباعاً بباع...) [( مجمع الزوائد ٧: ٢٦١)]، وهذه القاعدة العامَّة يستفاد منها تطبيقاً في المقام، فإنِّ الرجعات التي وقعت سابقاً هي رجعة للبدن وهي بعينها ما ستقع مستقبلاً.

 النقطة الثانية: أنَّ القول بالرجعة الروحية يلزم منها التناسخ أو ما ينتهي إلىٰ التناسخ، وهو باطل بالبديهة، فلا بدَّ من ثبوت الرجعة البدنية دون غيرها.
 وهذا الدليل مبسوط في محلِّه من كتب الفلسفة، والخوض في تفصيلاته يُخرِجنا عن صلب البحث.
النقطة الثالثة: صرَّحت الكثير من الروايات أنَّ من يرجع يرجع من قبره أو تنشقُّ عنه الأرض؛ فعن الصادق عليه السلام: (أوَّل من تنشقُّ الأرض عنه ويرجع إلىٰ الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام، وإنَّ الرجعة ليست بعامَّة وهي خاصَّة، لا يرجع إلَّا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً) (مختصر بصائر الدرجات: ٢٤).
 فزعمهم أنَّ الرجعة روحية لا بدنية لا أساس له من الصحَّة، وهو ليس سوىٰ أوهاماً وتصوّرات واهيةً أُريد لها أن تصدر علىٰ لسانهم لتُحْرِفَ بعضاً ممَّن أخذت بهم السذاجة والجهل إلىٰ طريقٍ معوجٍ، فمالوا عن سبيل الهداية والاستقامة.
 ويبقىٰ شيء آخر لا بدَّ أن نقف معه وقفة علمية فاحصةً، ليتهدَّم الركن الثاني من أركان هذه الدعوة الضالّة، وهو أنَّ المدعو القحطاني هو وزير الإمام ويمانيُّهُ الذي سينادىٰ باسمه في الصيحة الفضائية وسيقوم بتسديد أصحاب الأئمَّة عليهم السلام عند ظهوره حسب زعمهم.
 وقبل ذلك لا بدَّ أن تلتفت أخي الكريم إلىٰ أنَّنا قد أثبتنا وبما لا مجال معه للشكِّ أنَّ الصيحة هي صيحة جبرائيل عليه السلام من السماء وليست صيحة الشيطان إبليس وأتباعه المنحرفين من الفضاء للإغواء.
 وقد ثبت لديك أيّها العزيز أنَّ الصيحة هي أوَّل العلامات رتبةً وأهمّيةً، وأنَّ أيَّة علامة ممَّا ذكرته الكتب والروايات الشريفة يمكن أن تُزيَّف ويُؤخَذ بها إلىٰ غير ما أُريد منها كاليماني والخراساني إلَّا هذه الصيحة الذي حاول هؤلاء الضلَّال أن يرسموها بشكلٍ منحرفٍ ويُصوِّروها علىٰ أنَّها صيحة الفضاء، فكانت روايات أهل البيت عليهم السلام لهم بالمرصاد.
اليماني يخرج قبل القائم عليه السلام:
 تحدَّثت روايات أهل البيت عليهم السلام عن علامات ظهور الإمام عليه السلام، وذكرت أنَّ هناك مجموعة من العلامات يُستَدلُّ بها علىٰ ظهوره عليه السلام، ومن بين هذه العلامات اليماني، وقد حاول الكثيرُ ممَّن انحرف بهم الفكر أو السلوك تطبيقه علىٰ أشخاصٍ لم يكن لهم أيّ ارتباط باليمن تارةً، ولم يكن لهم أيّ ارتباط بفكر أهل البيت عليهم السلام وسلوكهم تارةً أُخرىٰ.
 وفي روايات أهل البيت عليهم السلام ما يدحض ادِّعاءات هؤلاء المدَّعين بأجمعهم، ومن بين هذه الدعاوىٰ الباطلة دعوىٰ القحطاني أنَّه هو اليماني، وقول جماعته أنَّه سيرجعُ بعد الظهور بعد أن قُتِلَ وهلك، وفي روايات أهل البيت عليهم السلام ما يُؤكّد أنَّ اليماني يكون قبيل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وقيامه، وأنَّ هذه الراية لا يرجع صاحبها بعد أن مات، وإنَّما هو شخصٌ يولَدُ ويعيش بين الناس ثمّ يتأهَّلُ لأن يكونَ بهذه المكانة، إذ لو كان اليماني شخصاً يموت ثمّ يرجع لنبَّه إلىٰ ذلك أهل البيت عليهم السلام بوضوح كما نبَّهوا إلىٰ رجعة الكثير من الأولياء والصلحاء، وقد مرَّت عليك رواية المفضَّل آنفاً.
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.