صيحة السماء لا الفضاء فلا تبيعوا أنفسكم للشيطان .
المحور الثاني: الحكم الشرعي في بيع الإنسان الحرّ وشرائه
أرسل الله سبحانه وتعالىٰ الأنبياء لتبليغ أحكامه التي ضمنت للمجتمعات كافَّة نظاماً يحفظ مقام إنسانيتهم، فرغم كون الناس جميعاً بمقتضىٰ خلقتهم وفطرة الله لهم وإنشائه لوجودهم هم عبيدٌ حقيقيونَ لمالكهم، إلَّا أنَّ الشريعة المقدَّسة حفظت لما بين الناس قوانين الحرّية، ولم تجعل للأنبياء عليهم السلام حقَّ استعباد الناس الأحرار، وهم أسياد الخلق؛ فكيف تجعلها لغيرهم؟
إنَّ الإسلام لم يألُ جهداً في السعي لإلغاء أسباب الاستعباد وتقليصها من خلال الحثّ الشديد علىٰ عتق الإماء والعبيد، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعتق مسلماً أعتق الله العزيز الجبّار بكلِّ عضوٍ منه عضواً له من النار) [(تهذيب الأحكام ٨: ٢١٦/ ح (٧٦٩/٢)].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار) [(سنن أبي داود ٢: ٢٤٢/ ح ٣٩٦٦.)]، وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي حثَّ من خلالها النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فضلاً عن أهل البيت عليهم السلام وممارساتهم العملية لتخليص الناس من الرقّية والعبودية.
فكيف بمن هو حرٌّ أساساً، لذا نجد أنَّ القوانين الإسلاميَّة قد حرَّمت أن يتحولَ أو يحوِّل الإنسان نفسهُ من حرٍّ إلىٰ عبد.
* * *

تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً