الإعداد الروحي لعصر الظهور .
كيف نشخص أمراض قلوبنا؟
والجواب:
أوّلاً: الإنسان وكما قال تعالى: (بَلِ الإْنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) (القيامه: ١٤و١٥) الإنسان أبصر الناس بنفسه، أبصر الناس بقلبه، يعرف ما في ذلك، فالإنسان بمعرفته بنفسه يكون قادراً على تشخيص الأمراض، وهناك أمور واضحة ليست صعبة، الإنسان يعرف نفسه أنه عصبي، أو حقود، أو هو إنسان محب للدنيا.
ثانياً: بعض الأحيان وفي بعض الصفات لا يقدر الإنسان أن يشخّص نفسه، تصبح هذه الصفات مخفيّة عنه، لماذا؟ لأنه غافل، ولأنه أحياناً يحيطه جو من المدح أو جو من الاعجاب، هذا الإنسان ينسى نفسه ويتصور أنه الوحيد الجيد البعيد من كل سوء ولا عيب فيه. هذا طبعاً من أضرار المديح الزائد.
لدينا في الروايات أنه يُكره للإنسان أن يمدح شخصاً بوجهه حتّى لا تغرر به كأنك تغطي على عيوبه. طبعاً هذا غير إعطاء الإنسان حقّه (من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق) [(عن الرضا عليه السلام قال: (من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل). أنظر: عيون الأخبار ٢٧:١/ باب ٣١/ ح٢)] فالتقدير والشكر يجب أن يكون موجوداً، وهو غير المديح الزائد للناس بغير ما فيهم.
المتملقون أعداء الإنسان، لماذا؟ لأنهم يخفون عنه حقيقته، بينما الصديق الحقيقي هو الذي يريني نفسي في مرآة قلبه (المؤمن مرآة المؤمن) [(من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام: (يا كميل، المؤمن مرآه المؤمن، لأنه يتأمله ويسد فاقته ويجمل حالته...). أنظر: تحف العقول/ ابن شعبه: ١٧٣] هذا أسلوب من أساليب التعرّف على النفس وهو الاستعانة بالمؤمنين، أنظر إلى نفسي في مرآة أخي المؤمن، يعني أرجو أخي المؤمن الصادق المحب أن يخبرني بما عندي من عيوب (رحم الله من أهدى إلي عيوبي) [عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (أحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي). أنظر: الكافي/ الكليني ٦٣٩:٢؛ تحف العقول/ ابن شعبه: ٣٦٦] التعرف على النفس من خلال المؤمنين المخلصين، لا بالمتملقين به حالة الأطماع ويتفرقون عنه حالة الابتلاء.
ثالثاً: مراقبة النفس ومحاسبتها دائماً.
إن الله تبارك وتعالى لم يجعل النفس بلا حصانة، النفس أمّارة بالسوء، فيها نزوات فلم يتركها سدى، بل جعل فيها رقيباً من نفسها، هناك صمام أمان في داخل النفس (لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامه: ٢) النفس اللّوامة هي العنصر الرقيب الذي جعله الله في نفس كل أحد، كلّ منّا لديه نفس أمّارة بالسوء، وفي نفس الوقت أودع عنده نفساً لوّامة والتي نسميها الضمير أو الوجدان، عندما نقول هذا الإنسان ليس عنده ضمير يعني ليس عنده رقيب من نفسه على نفسه، ليس عنده نفس لوّامة، أو مخفية عنده، أو ميّتة.
إذاً بالنفس اللوّامة يستطيع الإنسان أن يراقب نفسه ويراقب أعماله وردود فعله، الإنسان كيف يكتشف الصفات؟ يكتشفها حينما يتعرض لمواقف معينة فيعلم أنه يحمل تلك الصفة.
لو فرضنا أنه اكتشف في مجال تخصصه أن زميلاً أو زميلة مثلاً يتفوق عليه في هذا المجال فَقُدّر لذلك وحصل على ما هو مخصص من جائزة أو منصب.
هنا يستطيع الإنسان أن يكتشف أنه هل هو سليم النفس من هذه الجهة أو لا، هل يغبط أو يحسد، يغبط يعني ماذا؟ يعني يحب الخير لصاحبه ويحبه لنفسه أيضاً، أما الحسد فيعني أنه يقول: لا، ليت هذا الشيء لي وليس لفلان.
الإنسان المؤمن إنسان متيقّظ لا غافل، أعوذ بالله من الغفلة التي تجعل هذه الأمور تعبر وتمر دون أن يكتشفها الإنسان، بينما التيقظ هو الذي يستطيع به الإنسان أن يكتشف دواخل نفسه.
الإنسان إذا التزم برقابة نفسه استنصح الأخوة المؤمنين، يحاول دائماً أن يجعل هذه النفس تحت المجهر، حينئذ سيصل إلى نتيجة وهي أنه معرض للمشاكل والأمراض وأنّ بإمكانه أن يسجلها ويحصيها، فإذا فعل ذلك حينئذ تبدأ مرحلة العلاج والمداواة.
ملاحظة هامّة:
حينما نقول أنّ تشخيص المرض هو المرحلة الأولى فليس معناه أنه نبقى في المرحلة الأولى حتّى نشخص كل الأمراض نشخصها ثمّ نبدأ بالعلاج، القضية ليس فيها ترتب زمني، بل هذه المراحل زمنياً متوازية في نفس اللحظة وفي نفس اليوم، أنت حينما تكتشف مرضاً فالمفروض أن تعالج هذا المرض، صحيح أن عملية التزكية على مراحل، لكن لا يتوهم أن هذه المراحل مترتبة زمنياً، لا، بل هي متوازية زمنياً، مرحلة اكتشاف المرض متزامنة مع مرحلة العلاج.
* * *
والجواب:
أوّلاً: الإنسان وكما قال تعالى: (بَلِ الإْنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) (القيامه: ١٤و١٥) الإنسان أبصر الناس بنفسه، أبصر الناس بقلبه، يعرف ما في ذلك، فالإنسان بمعرفته بنفسه يكون قادراً على تشخيص الأمراض، وهناك أمور واضحة ليست صعبة، الإنسان يعرف نفسه أنه عصبي، أو حقود، أو هو إنسان محب للدنيا.
ثانياً: بعض الأحيان وفي بعض الصفات لا يقدر الإنسان أن يشخّص نفسه، تصبح هذه الصفات مخفيّة عنه، لماذا؟ لأنه غافل، ولأنه أحياناً يحيطه جو من المدح أو جو من الاعجاب، هذا الإنسان ينسى نفسه ويتصور أنه الوحيد الجيد البعيد من كل سوء ولا عيب فيه. هذا طبعاً من أضرار المديح الزائد.
لدينا في الروايات أنه يُكره للإنسان أن يمدح شخصاً بوجهه حتّى لا تغرر به كأنك تغطي على عيوبه. طبعاً هذا غير إعطاء الإنسان حقّه (من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق) [(عن الرضا عليه السلام قال: (من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل). أنظر: عيون الأخبار ٢٧:١/ باب ٣١/ ح٢)] فالتقدير والشكر يجب أن يكون موجوداً، وهو غير المديح الزائد للناس بغير ما فيهم.
المتملقون أعداء الإنسان، لماذا؟ لأنهم يخفون عنه حقيقته، بينما الصديق الحقيقي هو الذي يريني نفسي في مرآة قلبه (المؤمن مرآة المؤمن) [(من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام: (يا كميل، المؤمن مرآه المؤمن، لأنه يتأمله ويسد فاقته ويجمل حالته...). أنظر: تحف العقول/ ابن شعبه: ١٧٣] هذا أسلوب من أساليب التعرّف على النفس وهو الاستعانة بالمؤمنين، أنظر إلى نفسي في مرآة أخي المؤمن، يعني أرجو أخي المؤمن الصادق المحب أن يخبرني بما عندي من عيوب (رحم الله من أهدى إلي عيوبي) [عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (أحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي). أنظر: الكافي/ الكليني ٦٣٩:٢؛ تحف العقول/ ابن شعبه: ٣٦٦] التعرف على النفس من خلال المؤمنين المخلصين، لا بالمتملقين به حالة الأطماع ويتفرقون عنه حالة الابتلاء.
ثالثاً: مراقبة النفس ومحاسبتها دائماً.
إن الله تبارك وتعالى لم يجعل النفس بلا حصانة، النفس أمّارة بالسوء، فيها نزوات فلم يتركها سدى، بل جعل فيها رقيباً من نفسها، هناك صمام أمان في داخل النفس (لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامه: ٢) النفس اللّوامة هي العنصر الرقيب الذي جعله الله في نفس كل أحد، كلّ منّا لديه نفس أمّارة بالسوء، وفي نفس الوقت أودع عنده نفساً لوّامة والتي نسميها الضمير أو الوجدان، عندما نقول هذا الإنسان ليس عنده ضمير يعني ليس عنده رقيب من نفسه على نفسه، ليس عنده نفس لوّامة، أو مخفية عنده، أو ميّتة.
إذاً بالنفس اللوّامة يستطيع الإنسان أن يراقب نفسه ويراقب أعماله وردود فعله، الإنسان كيف يكتشف الصفات؟ يكتشفها حينما يتعرض لمواقف معينة فيعلم أنه يحمل تلك الصفة.
لو فرضنا أنه اكتشف في مجال تخصصه أن زميلاً أو زميلة مثلاً يتفوق عليه في هذا المجال فَقُدّر لذلك وحصل على ما هو مخصص من جائزة أو منصب.
هنا يستطيع الإنسان أن يكتشف أنه هل هو سليم النفس من هذه الجهة أو لا، هل يغبط أو يحسد، يغبط يعني ماذا؟ يعني يحب الخير لصاحبه ويحبه لنفسه أيضاً، أما الحسد فيعني أنه يقول: لا، ليت هذا الشيء لي وليس لفلان.
الإنسان المؤمن إنسان متيقّظ لا غافل، أعوذ بالله من الغفلة التي تجعل هذه الأمور تعبر وتمر دون أن يكتشفها الإنسان، بينما التيقظ هو الذي يستطيع به الإنسان أن يكتشف دواخل نفسه.
الإنسان إذا التزم برقابة نفسه استنصح الأخوة المؤمنين، يحاول دائماً أن يجعل هذه النفس تحت المجهر، حينئذ سيصل إلى نتيجة وهي أنه معرض للمشاكل والأمراض وأنّ بإمكانه أن يسجلها ويحصيها، فإذا فعل ذلك حينئذ تبدأ مرحلة العلاج والمداواة.
ملاحظة هامّة:
حينما نقول أنّ تشخيص المرض هو المرحلة الأولى فليس معناه أنه نبقى في المرحلة الأولى حتّى نشخص كل الأمراض نشخصها ثمّ نبدأ بالعلاج، القضية ليس فيها ترتب زمني، بل هذه المراحل زمنياً متوازية في نفس اللحظة وفي نفس اليوم، أنت حينما تكتشف مرضاً فالمفروض أن تعالج هذا المرض، صحيح أن عملية التزكية على مراحل، لكن لا يتوهم أن هذه المراحل مترتبة زمنياً، لا، بل هي متوازية زمنياً، مرحلة اكتشاف المرض متزامنة مع مرحلة العلاج.
* * *

تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً