الإعداد الروحي لعصر الظهور
المعلم الثاني: (التفكّر):
المعلم الثاني المهم: الذي يؤكد عليه أهل البيت هو (التفكّر) (تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)، [(عوالي اللئالئ/ ابن أبي الجمهور٥٧:٢، والحديث مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم)] لنرجع إلى العبادة التي قارنها أهل البيت عليهم السلام مع التفكر لنرى آثار العبادة، ثمّ نأتي ونرى آثار التفكر المضروبة في سبعين.
العبادة وآثارها:
من الواضح أن الإنسان الذي يقف بين يدي ربه ويتعلق به كأنه يعرج إلى خالقه، طبعاً ليست عبادة الساهي ولا الغافل، بل عبادة الاخلاص والتوجه، مثل هذه العبادة ما هي آثارها في النفس؟
لا شك أن آثارها: هي تصفية النفس وتزكيتها، لأنها نوع من الارتباط بالغيب، ومعراج للمؤمن (الصلاة معراج المؤمن)، [(مستدرك سفينه البحار/ النمازي٣٤٣:٦)] يعني أن روحه تعرج إلى بارئها فتتعلق بالله، تصوروا سبعين سنة يتعبد الإنسان ربه. ما عسى أن تكون لها من آثار روحية؟! لا يمكن لنا أن نحصي أو أن نتوقع حجم تلك الآثار. لأنها آثار عظيمة وعالية جداً.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول بكل صراحة وبساطة: (تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة) خير من آثار تترتب على عبادة سبعين سنة في النفس وفي القلب، عجباً لهذا الأسلوب وهذه الطريقة كيف توصل إلى هذه النتائج الباهرة، يعني أن الإنسان إذا جلس ساعة مع نفسه في مكان لا يشغله أحد ولا شيء، بينه وبين نفسه يفكر بربه، يفكر بذنوبه، يفكر بتأريخه وماضيه، يفكّر في نعم الله عليه، بعد ساعة سيخرج أفضل ممن تعبد الله سبعين سنة، الواقع أن هذه المسألة مرتبطة بالتزكية وبالفطرة، التفكّر هو من أكبر العوامل وأنجح الأساليب لإزالة الغبار عن الفطرة، ونحن مسؤولون على طهارة وتزكية تلك الفطرة، التفكّر من أكبر الوسائل لذلك البحث، هذا البحث الداخلي الذي يبحث فيه الإنسان عن ذاته وعن حقيقته وعن إنسانيته، كأن الإنسان يمسك في يده ضوءاً كاشفاً يبحث فيه عن دخائل نفسه وفي زوايا روحه حتّى يجد الفطرة ويزيل عنها التراب وينظّفها.
التفكر عبادة، بل هو خير من العبادة الشكلية، لكن له أصول وآداب.
العقل من العطايا المقدسة التي أعطاها الله للإنسان وجعل نتيجتها وثمراتها مباركة دائماً، وليس لدينا نتاج عقلي غير مبارك، بل كل ما كان نتاجاً للعقل السليم فهو مبارك.
قد يسأل سائل: أنه قد يكون هناك اُناس يستخدمون عقولهم في الباطل.
نقول: هذا ليس عقلاً، بل هو نكراء، وذكر ذلك أمير المؤمنين عليه السلام حين أتاه أحد الأشخاص وكان يسمع الأمير يتحدث عن العقل، فيقول له: يا مولاي وما ذلك الذي في معاوية؟ (معاوية داهية، مدبر سياسي) قال عليه السلام: الذي في معاوية هو النكراء وليس العقل، النكراء شيء يشبه العقل ولكنه النسخة الشيطانية منه، العقل ليس هذا، العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان. [عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، قيل: فعقل معاويه؟ فقال عليه السلام: (أنما هي نكراء وشيطنة، وليست بعقل). أنظر: اللمعه البيضاء/ الأنصاري:٣٨٣. وروي أيضاً بأختلاف مرفوعاً إلى الإمام الصادق عليه السلام قال: (تلك النكراء وتلك الشيطنه، وهي شبيهه بالعقل، وليست بعقل). أنظر:الكافي/ الكليني١١:١/ ح ٣؛ معاني الأخبار/ الصدوق: ٢٤٠/ بال معنى العقل/ ح ١)]
فإذاً ليس لدينا نتاج عقلي سيئ، لكن علينا أن لا نشتبه فالعقل إنما هو العقل الكامل، العقل السليم، العقل الذي يستند إلى الحقائق، وليس الذي يستند إلى الحدس وإلى الظّنيات، الإنسان (طبعاً الناقص) حينما يريد أن يحكم على شيء يستند إلى معلوماته، وبما أن معلوماته ناقصة وذهنه قاصر، فقد يصدر أحكاماً خاطئة، نحن كلنا خطّاؤون وقد نخطأ في التفكير.
قد تقول لي: كيف تقول: إن العقل نتائجه دائماً سالمة وطيّبة؟
أقول: نحن نقصد بالعقل الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، والذي هو دائماً كامل في أهل البيت عليهم السلام، هذا العقل الذي لا يلحقه شيء من الغبار أو السوء أو عدم الوضوح، هذا العقل الذي نقصده الذي هو في داخلنا مغمور بالأتربة والغبار، ما الذي يخرج هذا العقل من هذه الحفرة العميقة ويخلصه من هذا المصير الأسود؟ التفكر يفعل ذلك، يعني تحريك العقل نفسه، نفس العقل إذا تحرك من جديد يحيي نفسه، ويضع يده على مواقع الخطأ والسوء والنقص ويرفعها، التفكّر عملية لا بدّ منها للإنسان للمحافظة على عقله والوصول به إلى الكمال.
* * *
المعلم الثاني المهم: الذي يؤكد عليه أهل البيت هو (التفكّر) (تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)، [(عوالي اللئالئ/ ابن أبي الجمهور٥٧:٢، والحديث مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم)] لنرجع إلى العبادة التي قارنها أهل البيت عليهم السلام مع التفكر لنرى آثار العبادة، ثمّ نأتي ونرى آثار التفكر المضروبة في سبعين.
العبادة وآثارها:
من الواضح أن الإنسان الذي يقف بين يدي ربه ويتعلق به كأنه يعرج إلى خالقه، طبعاً ليست عبادة الساهي ولا الغافل، بل عبادة الاخلاص والتوجه، مثل هذه العبادة ما هي آثارها في النفس؟
لا شك أن آثارها: هي تصفية النفس وتزكيتها، لأنها نوع من الارتباط بالغيب، ومعراج للمؤمن (الصلاة معراج المؤمن)، [(مستدرك سفينه البحار/ النمازي٣٤٣:٦)] يعني أن روحه تعرج إلى بارئها فتتعلق بالله، تصوروا سبعين سنة يتعبد الإنسان ربه. ما عسى أن تكون لها من آثار روحية؟! لا يمكن لنا أن نحصي أو أن نتوقع حجم تلك الآثار. لأنها آثار عظيمة وعالية جداً.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول بكل صراحة وبساطة: (تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة) خير من آثار تترتب على عبادة سبعين سنة في النفس وفي القلب، عجباً لهذا الأسلوب وهذه الطريقة كيف توصل إلى هذه النتائج الباهرة، يعني أن الإنسان إذا جلس ساعة مع نفسه في مكان لا يشغله أحد ولا شيء، بينه وبين نفسه يفكر بربه، يفكر بذنوبه، يفكر بتأريخه وماضيه، يفكّر في نعم الله عليه، بعد ساعة سيخرج أفضل ممن تعبد الله سبعين سنة، الواقع أن هذه المسألة مرتبطة بالتزكية وبالفطرة، التفكّر هو من أكبر العوامل وأنجح الأساليب لإزالة الغبار عن الفطرة، ونحن مسؤولون على طهارة وتزكية تلك الفطرة، التفكّر من أكبر الوسائل لذلك البحث، هذا البحث الداخلي الذي يبحث فيه الإنسان عن ذاته وعن حقيقته وعن إنسانيته، كأن الإنسان يمسك في يده ضوءاً كاشفاً يبحث فيه عن دخائل نفسه وفي زوايا روحه حتّى يجد الفطرة ويزيل عنها التراب وينظّفها.
التفكر عبادة، بل هو خير من العبادة الشكلية، لكن له أصول وآداب.
العقل من العطايا المقدسة التي أعطاها الله للإنسان وجعل نتيجتها وثمراتها مباركة دائماً، وليس لدينا نتاج عقلي غير مبارك، بل كل ما كان نتاجاً للعقل السليم فهو مبارك.
قد يسأل سائل: أنه قد يكون هناك اُناس يستخدمون عقولهم في الباطل.
نقول: هذا ليس عقلاً، بل هو نكراء، وذكر ذلك أمير المؤمنين عليه السلام حين أتاه أحد الأشخاص وكان يسمع الأمير يتحدث عن العقل، فيقول له: يا مولاي وما ذلك الذي في معاوية؟ (معاوية داهية، مدبر سياسي) قال عليه السلام: الذي في معاوية هو النكراء وليس العقل، النكراء شيء يشبه العقل ولكنه النسخة الشيطانية منه، العقل ليس هذا، العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان. [عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، قيل: فعقل معاويه؟ فقال عليه السلام: (أنما هي نكراء وشيطنة، وليست بعقل). أنظر: اللمعه البيضاء/ الأنصاري:٣٨٣. وروي أيضاً بأختلاف مرفوعاً إلى الإمام الصادق عليه السلام قال: (تلك النكراء وتلك الشيطنه، وهي شبيهه بالعقل، وليست بعقل). أنظر:الكافي/ الكليني١١:١/ ح ٣؛ معاني الأخبار/ الصدوق: ٢٤٠/ بال معنى العقل/ ح ١)]
فإذاً ليس لدينا نتاج عقلي سيئ، لكن علينا أن لا نشتبه فالعقل إنما هو العقل الكامل، العقل السليم، العقل الذي يستند إلى الحقائق، وليس الذي يستند إلى الحدس وإلى الظّنيات، الإنسان (طبعاً الناقص) حينما يريد أن يحكم على شيء يستند إلى معلوماته، وبما أن معلوماته ناقصة وذهنه قاصر، فقد يصدر أحكاماً خاطئة، نحن كلنا خطّاؤون وقد نخطأ في التفكير.
قد تقول لي: كيف تقول: إن العقل نتائجه دائماً سالمة وطيّبة؟
أقول: نحن نقصد بالعقل الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، والذي هو دائماً كامل في أهل البيت عليهم السلام، هذا العقل الذي لا يلحقه شيء من الغبار أو السوء أو عدم الوضوح، هذا العقل الذي نقصده الذي هو في داخلنا مغمور بالأتربة والغبار، ما الذي يخرج هذا العقل من هذه الحفرة العميقة ويخلصه من هذا المصير الأسود؟ التفكر يفعل ذلك، يعني تحريك العقل نفسه، نفس العقل إذا تحرك من جديد يحيي نفسه، ويضع يده على مواقع الخطأ والسوء والنقص ويرفعها، التفكّر عملية لا بدّ منها للإنسان للمحافظة على عقله والوصول به إلى الكمال.
* * *

تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً