١و٢و٣ما جاء عن الرضا عليه السلام في القائم عليه السلام

ما جاء عن الرضا عليه السلام في القائم عليه السلام
.
١ _ علل الشرائع، وعيون أخبار الرضا: الطَّالَقَانِيُّ، عَن ابْن عُقْدَةَ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن فَضَّالٍ، عَنْ أبِيهِ، عَن الرَضَا عليه السلام أنَّهُ قَالَ: (كَأنّي بِالشّيعَةِ عِنْدَ فَقْدِهِمُ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِي يَطْلُبُونَ الْمَرْعَى فَلاَ يَجِدُونَهُ)، قُلْتُ لَهُ: وَلِمَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: (لأنَّ إِمَامَهُمْ يَغِيبُ عَنْهُمْ)، فَقُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: (لِئَلاَّ يَكُونَ فِي عُنُقِهِ لأحَدٍ بَيْعَةٌ إِذَا قَامَ بِالسَّيْفِ) [(علل الشرائع:٢٤٥/ باب ١٧٩/ ح ٦؛ وعيون أخبار الرضا٢٧٣:١)] .
٢ _ عيون أخبار الرضا: أبِي، عَن الْحِمْيَريّ، عَنْ أحْمَدَ بْن هِلاَلٍ، عَن ابْن مَحْبُوبٍ، عَنْ أبِي الْحَسَن الرَضَا عليه السلام قَالَ: قَالَ لِي: (لاَ بُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ صَمَّاءَ صَيْلَم يَسْقُطُ فِيهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَوَلِيجَةٍ وَذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَان الشَيعَةِ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِي يَبْكِي عَلَيْهِ أهْلُ السَّمَاءِ وَأهْلُ الأرْض وَكُلُّ حَرَّى وَحَرَّانَ [(الحرّة: العطش، فالرجل: حرَّان، والمرأة: حرّى)] وَكُلُّ حَزينٍ لَهْفَانَ)، ثُمَّ قَالَ: (بِأبِي وَاُمَي سَمِيُّ جَدَي وَشَبِيهِي وَشَبِيهُ مُوسَى بْن عِمْرَانَ عليه السلام عَلَيْهِ جُيُوبُ النُّور تَتَوَقَّدُ بِشُعَاع ضِيَاءِ الْقُدْس كَمْ مِنْ حَرَّى مُؤْمِنَةٍ وَكَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَأسَفٍ حَيْرَانُ حَزينٌ عِنْدَ فِقْدَان الْمَاءِ الْمَعِين كَأنّي بِهِمْ آيِسٌ مَا كَانُوا نُودُوا نِدَاءً يَسْمَعُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُ مَنْ قَرُبَ يَكُونُ رَحْمَةً عَلَى الْمُؤْمِنينَ وَعَذَاباً عَلَى الْكَافِرينَ) [(وعيون أخبار الرضا٦:٢)] .
٣ _ كمال الدين: أبِي، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَاريّ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن فَضَّالٍ، عَن الرَّيَّان بْن الصَّلْتِ، عَن الرَضَا عليه السلام مِثْلَهُ [في المصدر: (حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن الحسن بن المحبوب، عن أبِي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال ليّ: (لابدَّ من فتنة صمّاء صيلم...)الحديث، وفيه: (يتوقَّد من سناء ضياء القدس)) والظاهر أن نسخه المصّنف من كتاب كمال الدين، قد كانت ناقصه أتصل سند الحديث الأوّل بالمتن من حديث الثاني. راجع كمال الدين ٤١:٢، و ٣٦١] ، وَفِيهِ: (تَتَوَقَّدُ مِنْ شُعَاع ضِيَاءِ الْقُدْس‏ يَحْزَنُ لِمَوْتِهِ أهْلُ الأرْض وَالسَّمَاءِ كَمْ مِنْ حَرَّى) [(كمال الدين ٣٧٠:٢/ ح ٣)] .
بيان: قال الجزري: الفتنة الصمّاء هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها لأنَّ الأصمّ لا يسمع الاستغاثة ولا يقلع عمَّا يفعله، وقيل: هي كالحيّة الصمّاء التي لا تقبل الرقى [(النهايه ٥٤:٣)] ، انتهى.
أقول: لا يبعد أن يكون مأخوذاً من قولهم: صخرة صمّاء أي الصلبة المصمتة كناية عن نهاية اشتباه الأمر فيها حتَّى لا يمكن النفوذ فيها والنظر في باطنها وتحيّر أكثر الخلق فيها أو عن صلابتها وثباتها واستمرارها والصيلم الداهية والأمر الشديد ووقعة صيلمة أي مستأصلة، و (بطانة الرجل) صاحب سرَه الذي يشاوره في أحواله، و (وليجة الرجل) دخلاؤه وخاصَّته أي يزل فيها خواصّ الشيعة، والمراد بالثالث الحسن العسكري والظاهر رجوع الضمير في (عليه) إليه ويحتمل رجوعه إلى إمام الزمان المعلوم بقرينة المقام وعلى التقديرين المراد بقوله: سمي جدّي القائم عليه السلام.
قوله عليه السلام: (عليه جيوب النور) لعلَّ المعنى أنَّ جيوب الأشخاص النورانية من كمل المؤمنين والملائكة المقرّبين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن على غيبته وحيرة الناس فيه وإنَّما ذلك لنور إيمانهم الساطع من شموس عوالم القدس ويحتمل أن يكون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة إلى النور والتي يسطع منها أنوار فيضه وفضله تعالى والحاصل أنَّ عليه صلوات الله عليه أثواب قدسية وخلع ربّانية تتقد من جيوبها أنوار فضله وهدايته تعالى، ويؤيّده ما مرَّ في رواية محمّد بن الحنفية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم: (جلابيب النور)، ويحتمل أن يكون على تعليلية أي ببركة هدايته وفيضه عليه السلام يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم والمعارف الربّانية.
قوله: (يسمع) على بناء المجهول أو المعلوم وعلى الأوّل، (من) حرف الجرّ وعلى الثاني اسم موصول وكذا الفقرة الثانية يحتمل الوجهين.
*     *     *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رقعة لقضاء الحاجة

دعاؤه عليه السلام في الصلوات على النبي وآله (عليهم السلام) .

دعاؤه عليه السلام في الشدائد والمهمات المسمى بدعاء العلوي المصري.