تنويع البحث
الحمد لله الذي يهدي من يشاء ويضلُّ من يشاء وله الحجة البالغة، والصلاة والسلام على محمّد خاتم أنبيائه وسيد رسله الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وعلى آله الأوصياء الهداة وخاتمهم المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وبعد، فقد قال جلَّ وعلا: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)) (العنكبوت: ٢) ، (يفتنون كما يفتن الذهب ويخلصون كما يخلص الذهب) (رواها في الكافي ٣٧٠:١/ باب التمحيص والأمتحان/ ح٥) كما قال الكاظم عليه السلام، (ولا بدَّ للناس من أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير) [(رواها في الكافي ٣٧٠:١/ باب التمحيص والأمتحان/ ح٢، ولكن الموجود (ويستخرج) بدل (وسيخرج)] ، كما جاء عن الصادق عليه السلام.
وعن الباقر عليه السلام أنه قال: (لتمحّصنَّ يا شيعة آل محمّد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعةٍ من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها) (غيبه النعماني: ٢١٤/ باب١٢/ ح١٢) . وفي خبر آخر: (والله لتمحّصنَّ، والله لتطيرن يميناً وشمالاً حتّى لايبقى منكم إلاّ كل امرئ أخذ الله ميثاقه، وكتب الإيمان في قلبه وأيّده بروح منه). وفي رواية أخرى عنهم عليهم السلام: (حتّى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلاّ الأندر فالأندر) (غيبه النعماني:٣٣) . وفي رواية: (ولا يكون الذي تمدّون إليه أعناقكم (وهو ظهور الحجة عليه السلام) حتّى يشقى من شقي ويسعد من سعد) (غيبه النعماني: ٢١٧/ باب١٢/ ح١٦) .
وإن من تلك الفتن العمياء هي توالي المدّعين للنيابة الخاصة (الوساطة) والسفارة في الغيبة الكبرى بأساليب وأشكال مختلفة وتسميات متعدّدة يموّهون بها على مختلف أصناف الناس. فتارة تحت غطاء التشرف والفوز بلقاء الحجة، وأخرى التظاهر بالتقى والورع والوصول إلى مقام الأبدال والأوتاد، وثالثة الرؤيا في المنام، ورابعة السحر والشعبذة وإظهاره كمعجزة وكرامة، وخامسة المكاتبة و... و...
ومن ثَمَّ انتظم البحث في هذه الصفحات بعداد تلك الشُبَه (الشُبَه، جمع شبهة وتجمع على شبهات أيضا) ، تنبيهاً على زيفها وإبانة لزيغها وإلاّ فانقطاع السفارة في الغيبة الكبرى كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار، حتّى أن الشيخ أبا القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (صاحب كتاب كامل الزيارات، وأستاذ الشيخ المفيد في الفقه، قال عنه النجاشي: من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه: قرأ عليه شيخنا أبو عبد الله الفقيه، كل ما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه) قال: (إنّ عندنا (أي الطائفة الإمامية) أن كل من ادّعى الأمر (أي السفارة) بعد السمري (وربما أثبت البعض السيمري، أو الصيمري بالصاد؛ وهو أبو الحسن علي بن محمد السيمري) (آخر النواب الأربعة في الغيبة الصغرى) فهو كافر منمّس (محتال) ضال مضل) (غيبه الطوسي: ٤١٢/ ح٣٨٥) ، فلولا التلبيس بالأقنعة المتلوّنة والالتواء بالطرق المعوجّة لما كانت حاجة للخوض في ذلك.
* * *
تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً