في ذكر إثني عشر حديثا في غيبة الإمام المهدي عليه السلام
ما ورد من الحديث في المهدي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
.
بعض الأحاديث المشهورة في التراث الشيعي:
الشيخ الكليني *[(الكافي 340-335:1/ باب في الغيبه)] :
... *[(لم نذكر سند الحديث- هنا- توخيا للأختصار، واكتفينا بذكر المصدر، فمن اراد السند، فسيجده فيه.)] عن يمان التمار، قال: كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوساً، فقال لنا: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد) ثمّ قال: هكذا بيده. (فأيكم يمسك شوك القتاد بيده؟) ثمّ أطرق ملياً، ثمّ قال: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد، وليتمسك بدينه) *[(الكافي 335:1و336، والحديث في الإمامه والتبصره/ ابن بابويه القمي: 126؛ وكمال الدين وتمام النعمه للشيخ الصدوق:346؛ والغيبه للطوسي: 455؛ والبحار111:52)] .
عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام، قال: (إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلكم عنها أحد، يا بني إنه لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من غيبة، حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هو محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه)، قال: فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: (يا بني! عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه) *[(الكافي336:1)] .
عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: (إيّاكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصن حتّى يقال: مات، قتل، هلك، بأيّ وادٍ سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدرى أيّ من أيّ) قال: فبكيت، ثمّ قلت: فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: (يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس) قلت: نعم، فقال: (والله لأمرنا أبين من هذه الشمس) *[(الكافي336:1)] .
عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن في صاحب هذا الأمر شبهاً من يوسف عليه السلام)، قال: قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: (وما تنكر من ذلك هذه الأمّة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه، وهم إخوته، وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتّى قال: ((أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي))، فما تنكر هذه الأمّة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمّة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتّى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: ((أَإِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ))؟ قال: ((أَنَا يُوسُفُ))) *[(الكافي 337:1)] .
عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن للغلام غيبة قبل أن يقوم)، قال: قلت: ولِمَ؟ قال: (يخاف) ـ وأومأ بيده إلى بطنه ـ ثمّ قال: (يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشكّ في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف ومنهم من يقول: حمل، ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة)، قال: قلت: جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أيّ شيء أعمل؟ قال: (يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: (اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)) ثمّ قال: (يا زرارة لا بدَّ من قتل غلام بالمدينة)، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: (لا ولكن يقتله جيش آل بني فلان يجيء حتّى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لا يمهلون، فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله) *[(الكافي 337:1)] .
عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه) *[(الكافي 337:1و338)] .
الشيخ الصدوق *[(كمال الدين وتمام النعمه:250 ،وما بعدها)] :
حدّثنا أبو عليّ، أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبد ربه، قال: حدّثنا أبو زيد محمّد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي، بالري، في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثلاثمائة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، المعروف بإسحاق بن راهويه، قال: حدّثني يحيى بن يحيى، قال: حدّثنا هشام بن خالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود، نعرض مصاحفنا عليه، إذ قال له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنك لحدث السن، وإن هذا لشيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم، عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة، بعدد نقباء بني إسرائيل *[(كمال الدين وتمام النعمه:270و271)] .
حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلي بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر: أوّلهم أخي، وآخرهم ولدي)، قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: (عليّ بن أبي طالب)، قيل: فمن ولدك؟ قال: (المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحق نبياً لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب) *[(كما الدين وتمام النعمه:280. والأحاديث المتظمنه لمعنى (لو لم يبقى إلا يوم) أو (لو لم تبقى إلا ليله) كثيره جدا أوردها أصحاب الحديث من الفريقين، عن سنن ابن ماجه1368:2/ ح4087؛ وهو- أيضا- في المستدرك للحاكم النيسابوري 211:3؛ وفي كنز العمال 97:12/ ح34162؛ وفي ينابيع الموده 267:3/ ح19؛ وهو في غيبه الطوسي:180، عن أبي هريره. وفي:181، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، مثله)] .
عن ابن عبّاس في حديث يطول *[(الحديث، من أحاديث المعراج، وهو طويل جدا، وقد أقتصرنا على موضع الحاجه منه.)] ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (... فأوحى الله تعالى إليَّ: يا محمّد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، وقضائي ماض فيهم، لأهلك به *[(سياق الحديث، يشير إلى أمير المؤمنين عليه السلام.)] من أشاء وأهدي به من أشاء. وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمّتك، عزيمة مني (لأدخل الجنّة من أحبه و) لا أدخل الجنّة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، ومن أبغضك أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أحبه فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، وقد جعلت له هذه الفضيلة، وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهدياً كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت منهم ظلماً وجوراً، أنجي به من الهلكة، وأهدي به من الضلالة، وأبرئ به من العمى، وأشفي به المريض، فقلت: إلهي وسيدي متى يكون ذلك؟ فأوحى الله عز وجل: يكون ذلك إذا رفع العلم، وظهر الجهل، وكثر القراء، وقل العمل، وكثر القتل...) *[(كما الدين وتمام النعمه: 251)] .
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري، يقول: لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأْمْرِ مِنْكُمْ)) (النساء: 59) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: (هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين بعدي أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميي، وكنيي حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله ـ تعالى ذكره ـ على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان)، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السلام: (أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلاّ عن أهله) *[(كمال الدين وتمام النعمه:253)] .
عن جابر بن يزيد الجعفي، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة قال:... فقلت: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، فقال: (يا ابن سمرة إذا اختلف الأهواء، وتفرقت الآراء فعليك بعليّ بن أبي طالب فإنه إمام أمّتي وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الذي يميز به بين الحق والباطل، من سأله أجابه ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه أمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة سلم منكم من سلم له ووالاه، وهلك من ردَّ عليه وعاداه، يا ابن سمرة إن عليّاً منّي، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وإن منه إمامي أمّتي وسيدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمّتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) *[(كمال الدين وتمام النعمه:257)] .
عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (... *[(اقتصرنا على ما احتجنا إليه من الحديث في هذا المورد.)] وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري، ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمّتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله عز وجل، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) *[(كمال الدين وتمام النعمه: 257و258)] . الشيخ الطوسي:
عن العلاء بن بشير المرادي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبشركم بالمهدي يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلزال يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض) *[(الغيبه/ الشيخ الطوسي: 178، في المستدرك/ الحاكم النيسابوري 465:4، كنز العمال262:14/ ح38653، وغيرها)] .
عن عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر: (إن المهدي من عترتي من أهل بيتي يخرج في آخر الزمان ينزل له من السماء قطرها، وتخرج له الأرض بذرها، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملأها القوم ظلماً وجوراً) *[(الغيبه/ الشيخ الطوسي: 180، ومثله في مسند أحمد، عن الناجي، عن الخدري)] . . .
.
بعض الأحاديث المشهورة في التراث الشيعي:
الشيخ الكليني *[(الكافي 340-335:1/ باب في الغيبه)] :
... *[(لم نذكر سند الحديث- هنا- توخيا للأختصار، واكتفينا بذكر المصدر، فمن اراد السند، فسيجده فيه.)] عن يمان التمار، قال: كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوساً، فقال لنا: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد) ثمّ قال: هكذا بيده. (فأيكم يمسك شوك القتاد بيده؟) ثمّ أطرق ملياً، ثمّ قال: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد، وليتمسك بدينه) *[(الكافي 335:1و336، والحديث في الإمامه والتبصره/ ابن بابويه القمي: 126؛ وكمال الدين وتمام النعمه للشيخ الصدوق:346؛ والغيبه للطوسي: 455؛ والبحار111:52)] .
عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام، قال: (إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلكم عنها أحد، يا بني إنه لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من غيبة، حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هو محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه)، قال: فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: (يا بني! عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه) *[(الكافي336:1)] .
عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: (إيّاكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصن حتّى يقال: مات، قتل، هلك، بأيّ وادٍ سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدرى أيّ من أيّ) قال: فبكيت، ثمّ قلت: فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: (يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس) قلت: نعم، فقال: (والله لأمرنا أبين من هذه الشمس) *[(الكافي336:1)] .
عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن في صاحب هذا الأمر شبهاً من يوسف عليه السلام)، قال: قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: (وما تنكر من ذلك هذه الأمّة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه، وهم إخوته، وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتّى قال: ((أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي))، فما تنكر هذه الأمّة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمّة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتّى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: ((أَإِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ))؟ قال: ((أَنَا يُوسُفُ))) *[(الكافي 337:1)] .
عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن للغلام غيبة قبل أن يقوم)، قال: قلت: ولِمَ؟ قال: (يخاف) ـ وأومأ بيده إلى بطنه ـ ثمّ قال: (يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشكّ في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف ومنهم من يقول: حمل، ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة)، قال: قلت: جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أيّ شيء أعمل؟ قال: (يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: (اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)) ثمّ قال: (يا زرارة لا بدَّ من قتل غلام بالمدينة)، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: (لا ولكن يقتله جيش آل بني فلان يجيء حتّى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لا يمهلون، فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله) *[(الكافي 337:1)] .
عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه) *[(الكافي 337:1و338)] .
الشيخ الصدوق *[(كمال الدين وتمام النعمه:250 ،وما بعدها)] :
حدّثنا أبو عليّ، أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبد ربه، قال: حدّثنا أبو زيد محمّد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي، بالري، في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثلاثمائة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، المعروف بإسحاق بن راهويه، قال: حدّثني يحيى بن يحيى، قال: حدّثنا هشام بن خالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود، نعرض مصاحفنا عليه، إذ قال له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنك لحدث السن، وإن هذا لشيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم، عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة، بعدد نقباء بني إسرائيل *[(كمال الدين وتمام النعمه:270و271)] .
حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلي بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر: أوّلهم أخي، وآخرهم ولدي)، قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: (عليّ بن أبي طالب)، قيل: فمن ولدك؟ قال: (المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحق نبياً لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب) *[(كما الدين وتمام النعمه:280. والأحاديث المتظمنه لمعنى (لو لم يبقى إلا يوم) أو (لو لم تبقى إلا ليله) كثيره جدا أوردها أصحاب الحديث من الفريقين، عن سنن ابن ماجه1368:2/ ح4087؛ وهو- أيضا- في المستدرك للحاكم النيسابوري 211:3؛ وفي كنز العمال 97:12/ ح34162؛ وفي ينابيع الموده 267:3/ ح19؛ وهو في غيبه الطوسي:180، عن أبي هريره. وفي:181، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، مثله)] .
عن ابن عبّاس في حديث يطول *[(الحديث، من أحاديث المعراج، وهو طويل جدا، وقد أقتصرنا على موضع الحاجه منه.)] ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (... فأوحى الله تعالى إليَّ: يا محمّد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، وقضائي ماض فيهم، لأهلك به *[(سياق الحديث، يشير إلى أمير المؤمنين عليه السلام.)] من أشاء وأهدي به من أشاء. وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمّتك، عزيمة مني (لأدخل الجنّة من أحبه و) لا أدخل الجنّة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، ومن أبغضك أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أحبه فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، وقد جعلت له هذه الفضيلة، وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهدياً كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت منهم ظلماً وجوراً، أنجي به من الهلكة، وأهدي به من الضلالة، وأبرئ به من العمى، وأشفي به المريض، فقلت: إلهي وسيدي متى يكون ذلك؟ فأوحى الله عز وجل: يكون ذلك إذا رفع العلم، وظهر الجهل، وكثر القراء، وقل العمل، وكثر القتل...) *[(كما الدين وتمام النعمه: 251)] .
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري، يقول: لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأْمْرِ مِنْكُمْ)) (النساء: 59) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: (هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين بعدي أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميي، وكنيي حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله ـ تعالى ذكره ـ على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان)، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السلام: (أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلاّ عن أهله) *[(كمال الدين وتمام النعمه:253)] .
عن جابر بن يزيد الجعفي، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة قال:... فقلت: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، فقال: (يا ابن سمرة إذا اختلف الأهواء، وتفرقت الآراء فعليك بعليّ بن أبي طالب فإنه إمام أمّتي وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الذي يميز به بين الحق والباطل، من سأله أجابه ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه أمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة سلم منكم من سلم له ووالاه، وهلك من ردَّ عليه وعاداه، يا ابن سمرة إن عليّاً منّي، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وإن منه إمامي أمّتي وسيدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمّتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) *[(كمال الدين وتمام النعمه:257)] .
عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (... *[(اقتصرنا على ما احتجنا إليه من الحديث في هذا المورد.)] وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري، ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمّتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله عز وجل، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) *[(كمال الدين وتمام النعمه: 257و258)] . الشيخ الطوسي:
عن العلاء بن بشير المرادي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبشركم بالمهدي يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلزال يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض) *[(الغيبه/ الشيخ الطوسي: 178، في المستدرك/ الحاكم النيسابوري 465:4، كنز العمال262:14/ ح38653، وغيرها)] .
عن عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر: (إن المهدي من عترتي من أهل بيتي يخرج في آخر الزمان ينزل له من السماء قطرها، وتخرج له الأرض بذرها، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملأها القوم ظلماً وجوراً) *[(الغيبه/ الشيخ الطوسي: 180، ومثله في مسند أحمد، عن الناجي، عن الخدري)] . . .
* * *

تعليقات
إرسال تعليق
أضف تعليقاً